للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عثمان أمين) استعرض تاريخ رجل كما كان لا كما يريده المؤلف أن يكون. فهو يعرض الحوادث ويسوقها في تسلسل وحسن ربط وصحة عبارة وسلامة أسلوب. وهذا قصارى المؤلف في تاريخ الرجال. وما دام المؤلف قد بلغ بذلك العرض قصده من التعريف بحياة المترجم له فلا يعنينا بعد ذلك أن نبحث عن (مفاتيح الشخصية) التي يتحدث عنها بعض النقاد في هذه الأيام؟

وما حاجة المؤلف الواضح أن يصطنع (المفاتيح) ويتكلف البحث عنها ويدعي لنفسه فضل العثور عليها ما دامت الشخصية التي يتحدث عنها سهلة التناول واضحة للقارئ لا يجد فيها عناء ولا نصباً؟؟

الحق أن فكرة (مفاتيح الشخصية) هذه فكرة يلجأ إليها بعضهم حين يريد التجني على الكتاب لخدمة بعض الكتاب. وإلا فقد قرأنا (محمد عبده) لعثمان أمين ففهمنا حياة الشيخ من غير حاجة إلى (مفتاح). وكان المؤلف أفطن من أن يعنينا (بالمفاتيح) التي يقولون عنها في هذه الأيام!!

ولقد قرأت في الفرنسية كتاب لمؤلفه وهو من الكتب التي قرظها فلم أجد فيه (مفاتيح) بل وجدت الكتاب كله مفتوحا أمامي. . وقرأت في العربية كتاب (روزفلت) لفؤاد صروف وكتبت عنه في الرسالة الغراء فلم أجد الباب فيه إلى حياة روزفلت موصداً! وكذلك كان شأني حينما قرأت (محمد عبده)

إلا أن عثمان أمين لم يشر إلى المراجع التي وردت فيها أقوال من استشهد بهم، فقد ذكر أقوالا لأحمد بك أمين ولفضيلة الأستاذ الشيخ محمد مصطفى المراغي ولم يشر إلى مأخذها - (ص٢٢) وذكر كلام لجورجي زيدان ولم نشر إلى مصدره صفحة ٢٤، وروى للشيخ عبد الوهاب النجار كلاما ولم يذكر مصدره - صفحة ١٠٥

وذكر المراجع والمصادر والمأخذ في خلال الاستشهاد يسهل على مريد البحث المطول أن يرجع إليه في مصدره، وخاصة أن الدكتور عثمان لم يثبت في ذيل الكتاب مسرداً بأسماء مراجعه

وقد جره ذلك الإغفال إلى إغفال أعداد الصحف والمجلات التي نشرت فيها مقالات للشيخ خصها المؤلف بالذكر لأهميتها، فذكر العناوين فقط ولم يذكر أعداد الصحف التي شوقنا إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>