نقول عنه أنه أدب عربي فيكون تحليلنا له والحالة هذه تحليلاً ذا جانب واحد. وأكثر خطا من هذا أن نقول إن ما كتبه السوفييت الشرقيين باللغة العربية هو أدب عربي لمجرد أنهم كتبوه باللغة العربية - هذه اللغة الغريبة عنهم - لأنهم لم تكن لديهم لغة مكتوبة خاصة بهم. ومن هؤلاء شعوب شمالي القوقاز الذين دونوا أدبهم باللغة العربية منذ القرن السابع عشر حتى ثورة أكتوبر الكبرى في سنة ١٩١٧. غير أن هذا لا يعني مطلقا أنه أدب عربي، لأنهم منذ أن فسح المجال أمامهم، برعاية الحكومة السوفيتية، لتصبح لديهم لغة مكتوبة بعد الثورة، رفضوا أن يكتبوا شيئاً باللغة العربية. ومن جهة ثانية لم يكن بإمكان شعوب شمالي القوقاز اعتبار القاهرة ودمشق وبغداد وسواها من عواصم الأدب العربي عواصم حقيقية لهذا الأدب، لأن هذه الأماكن كانت قبلاً ولايات في السلطنة العثمانية، ومن ثم مستعمرات (هكذا) إنكليزية وفرنسية. وفضلاً عن هذا فإن شمالي القوقاز كان قسماً من روسيا وقد دخلت شعوبه في نطاق الثقافة التقدمية وتأثيرها النافع، هذه الثقافة التي يتنعم بها الشعب الروسي العظيم)
(فالبلاشفة يعتبرون نفوسهم حراساً لمصالح الشعوب وحريتها الوطنية واستقلالها وثقافتها المادية (الاقتصادية) والروحية (العقلية) ويجاهدون ضد الإنقاص من قدر حرمة هذه الشعوب الوطنية وفنونها). وقد استشهد على هذا بقول ستالين بأن الشعوب السوفيتية تعتقد بأن لكل أمة، كبيرة كانت أم صغيرة، مميزاتها الخاصة والتي لا توجد في أية أمة أخرى، وأن هذه المميزات التي تتمتع بها كل أمة تزيد في تراث الثقافة العالمية العام وتغنيه. ولهذا فإن جميع الأمم تتساوى من هذا القبيل بعضها ببعض. فكل محاولة والحالة هذه للحط من الكرامة الوطنية لأي شعب من الشعوب، أو لاستثمار حقوق هذه الشعوب التاريخية، بما في ذلك ثقافة هذه الشعوب، يجب شجبه شجباً حاسماً كما هو الحال في الاتحاد السوفييتي. ثم يختم كلامه بقوله:(إن لقضايا الميراث الأدبي أهمية حيوية، فيجب إذن أن لا يفسح المجال لأي سوء بفاهم من هذا القبيل. كما أنه من الضروري أن يفهم أن الرجعيين يستخدمون قضايا كهذه في جميع المناسبات والأمور)