نظم التربية وطرق التعليم ومناهج الدراسة في المعارف، فيقتبس من الأساليب ويختار من الكتب ما يلائم الحال في مدارس العراق، توثيقاً لرابطة الفكر وتحقيقاً لوحدة الثقافة بين البلدين الأخوين.
والأستاذ ساطع أحد الأعلام المعدودين في التربية؛ وقد كان عميد هذا الفن في تركية قبل الثورة العربية؛ فلما قامت الدولة الفيصلية في دمشق كان وزيراً للمعارف فيها، حتى إذا ما انتقلت إلى بغداد انتقل معها وتولى إدارة المعارف هناك، فوضع أساس التعليم للحكومة الجديدة على أساس الوحدة القومية وأحدث الطرق الفنية بالرغم من ندرة المعلمين ومشاكل الطائفية وعراقيل الإنتداب. وأفضل مزايا الرجل أنه صحيح المبدأ، منطقي الفكر، صليب الرأي، حي الضمير، يتقن العمل الذي يعمله، ويملأ المنصب الذي يَشغله.
له مؤلفات قيمة في التربية، ولكن أنفع آثاره وأخلدها مجلة التربية والتعليم التي كان يصدرها في بغداد، فإن مجموعتها سفر جليل حافل في التربية والأخلاق والأدب؛ وهو ولا شك ركن أساسي قوي من أركان النهضة العلمية في العراق؛ فأهلاً به وسهلاً.
حول قبر الصفدي
إلى الأخ (الصفدي) الفاضل، صاحب الكلمة الطيبة المنشورة في بريد الرسالة الحادية والعشرين بعد المائة. . . .
المعروف يا سيدي أن الصلاح الصفدي جاء إلى دمشق في آخر حياته، وتولى فيها وكالةً بيت المال وكتابة الدست وأقام عليهما إلى أن توفي سنة ٧٦٤. فلما قرأت كلمتك شككت في ذلك ورجعت إلى ما في خزانتي من مراجع، فإذا الذي في طبقات السبكي (٦: ٩٤) والسبكي معاصره وصديقه، والشذرات (٦: ٢٠١)، وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان (٣: ١٦١) والأعلام لخير الدين (١: ٢٩٦) أن وفاته في دمشق، وزاد في الذرات أنه دفن بالصوفية، ومقبرة الصوفية قد درست وقام عليها بناء الجامعة السورية والمستشفى الوطني، ولم يبق منها إلا قبر شيخ الإسلام ابن تيمية قائما وسط المستشفى، وهي في أنزه موضع في دمشق معروف بمقبرة البرامكة.
فكيف يكون القبر الذي وصفت في صفد قبره؟ وعلام استند الأستاذ المحقق أحمد زكي باشا رحمه الله في تأييد ذلك؟ هل وجد نصاً يطمئن إليه الباحث، ويثق به المنقب، أم اكتفى