هذا وقد وقع لي مرة أني كنت ماراً في الزقاق الذي ينتهي إلى سوق الحميدية، وفيه دور المَرْدميين، والذي يسمى زقاق الفخر الرازي، فلمحت في خربة قذرة قد اتخذها الناس لمثل ما تتخذ له المراحيض. . . . . . لمحت حجراً أبيض مصقولاً عليه كتابة يبدو طرفه، وسائره غائص في الطين والأوساخ والتراب، فعالجته ودعوت من أعانني على استخراجه، فإذا هو الحجر الذي كان على قبر الإمام المصنف العظيم، علامة المسلمين، فخر الدين الرازي، وإذا عليه اسمه، فحملت الحجر إلى المدرسة التجارية، وذهبت مغتماً ثائراً، أقيم الأرض وأقعدها. . . ثم بدا لي فرجعت إلى ترجمته، فإذا من المتفق عليه أنه توفي رحمه الله ببلدة هراة يوم الاثنين في عيد الفطر سنة ٦٠٦ ودفن فيها!
ولعل هذه من تلك؛ ولعل هذه المزبلة التي في صفد قبر رجل أخر غير الصلاح صاحب الوافي بالوفيات وتلك المصنفات. وإذن فلله الحمد، وإن كنا من قبل لفي خطأ مبين.
والسلام عليك أيها الأخ ورحمة الله وبركاته.
علي الطنطاوي
الشيخ عبد العزيز الميمني
قدم القاهرة الأستاذ العلامة الشيخ عبد العزيز الميمني الراجكوتي أستاذ اللغة العربية في جامعة عليكرة في الهند، وأحد أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، وهو صاحب المصنفات والآثار الممتعة التي تمتاز بالتحقيق المنقطع النظير، ومنها:
(١) أبو العلاء وما إليه، وفي آخره فائت شعره ورسالة الملائكة.
(٢) تنكيتات وتعقبات على خزانة الأدب للبغدادي ,
(٣) اقليد الخزانة، وهو فهرس لما تضمنته خزانة الأدب من الكتب المنسوبة.
(٤) تحقيق (ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد للمبرد).
(٥) تحقيق (أبواب مختارة للأصبهاني في مجازات العرب).
(٦) شرح (ما تلحن فيه العوام للكسائي ومقالة كلا لابن فارس).