للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لسوف أفتح لكم قلبي فلا تخفى عنكم خافية فيه، فأقول لكم: لو كان هنالك أرباب أكنت أتحمل ألا أكون رباً؟ إذن ليس في الكون أرباب

لقد استخرجت لذاتي هذه النتيجة، وها هي تستخرجني الآن

إن الله افتراض ولكن من له بتحمل كل ما يضمر هذا الافتراض من اضطراب دون أن يلاقي الفناء؟ أتريدون أن تأخذوا من الخالق إيمانه ومن النسر تحليقه في أجواز الفضاء؟

إن الله عبارة عن إيمان ينكسر به كل خط مستقيم ويميد عنده كل قائم، فالزمان لدى المؤمن وهم، وكل فان في عينيه بطل وخداع، فهل مثل هذه الأفكار إلا أعاصير تتطاير فيها عظام البشر وتورث الدوار لشاهدها؟ تلك افتراضات يدور المبتلى بها على نفسه كالرحى حتى يموت

أفليس من الشر والافتيات على الإنسانية كل هذه التعاليم تقيم الواحد المطلق الذي لا يناله تحول ولا تغيير؟

إن الرموز وحدها لا تتغير، وطالما كذب الشعراء، غير أن خير ما يضرب من الأمثال ما يصور الحاضر وآتي الزمان فتأتي حجة لكل زائل لا نقضاً له

ليس في غير الإبداع ما ينقذ من الأوجاع ويخفف أثقال الحياة، غير أن ولادة المبدع تستدعي تحولات كثيرة وتستلزم كثيراً من الآلام

أيها المبدعون ستكون حياتكم مليئة بمرير الميتات لتصبحوا مدافعين عن جميع ما يزول

على المبدع إذا شاء أن يكون هو بنفسه طفل الولادة الجديدة أن يتذرع بعزم المرأة التي تلد فيتحمل أوجاع مخاضها

لقد اخترقت لي طريقاً في ميتات النفوس والأسرة وأوجاع المخاض غير أنني كثيراً ما نكصت على أعقابي لأنني أعرف ما تقطع الساعات الأخيرة من نياط القلوب.

ولكن ذلك ما تطمح إرادتي المبدعة إليه، وبتعبير أشد صراحة ذلك هو المقصد الذي تريده إرادتي

إن جميع ما في من شعور يتألم مقيداً سجيناً وليس غير إرادتي من بشير يؤذن بالمسرة، ويأتي بالإفراج عن الشعور

إن الإرادة وحدها تتحرر، وما بغير هذه الآية من شرعة صحيحة للإرادة وللحرية، على

<<  <  ج:
ص:  >  >>