فإذا كان هذا أمر النقاد والشراح من الفنانين العظام، ففيم إذن تنحصر مهتمهم؟ هل لهم رسالة يؤدونها كالكتاب؟ في رأيي أن الناقد عالة على الكاتب، أرى أن الناقد شخصية ثانوية تعيش على غيرها؛ فلولا الكاتب لما وجد الناقد، ولولا الخلق والابتكار والإنتاج لما وجد النقد ولما سمعنا صياح النقاد الذي يصم الآذان. فلولا شخص وأحد كشكسبير لما وجد مئات النقاد الذين وان كانوا قد أرشدونا إلى بعض مواطن الحسن والإعجاز في فن شكسبير، إلا أني أرى أن هذه المهمة وإن كانت عظيمة الفائدة في ذاتها، اقل من أن تكون مهمة مئات من الرجل قد استمدوا حياتهم الفنية ووجودهم الأدبي من عبقرية فرد وأحد هو شكسبير.