للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكابتن بيشوف وجوزيف ثاثبويه في جوب بحار العالم في قارب شراعي؛ ونفذا مشروعهما الجريء، وقطعا إلى اليوم زهاء ستة آلاف ميل، وغرقا أكثر من مرة، وسلباهما اللصوص أكثر من مرة، واعتقلا كجاسوسين وعاشا شهوراً طويلة على الحشائش والأسماك، مما يذكرنا برحلات السندباد العجيبة

خرج هذان السائحان من ثغر تونجهاي في الهند الصينية في مركب شراعي، وسارا شرقاً في عرض المحيط الهادئ إلى جزائر كارولين، وهناك كسر قاربهما، فعادا إلى الصين، وجهزا سفينة شراعية أخرى؛ وسارا فيها إلى جزيرة فرموزا اليابانية، وهنالك سطا عليهما اللصوص فجرداهما من كل شيء حتى أوراقهما الشخصية، ثم قبضت عليهما سلطات الجزيرة بتهمة التجسس، وأبعدا من فورموزا. ولكنهما لم يعدلا عن مشروعهما؛ فجهزا مركباً ثالثاً؛ وخرجا من ثغر أموي، واخترقا بحر ثيمور قاصدين إلى جنوب استراليا؛ وفي أثناء الطريق هاجمتهما كلاب البحر، ومزقت العواصف شراع المركب، فلبثا عشرة أيام تحت رحمة الموج لا يعرفان لهما مستقراً، حتى لمحا في عرض البحر سفينة نرويجية، فأغاثتهما، وأمدتهما بالمؤن، وأصلحا الشراع؛ واستمروا في رحلتهما حتى وصلا إلى ثغر بروم في استراليا الغربية، ثم عبرا بوغاز توريس حتى بور مورسي، ووصلا إلى شواطئ جزائر بابوازي بعد رحلة مروعة، وهنالك أنكسر قاربهما مرة أخرى؛ فعاشا في تلك الأرض زهاء سبعة أشهر يأكلان قواقع البحر ويشربان ألبان جوز الهند، ويدرسان أحوال هذه الجزر وأحوال أهلها المتوحشين، ولما استطاعا أخيراً أن يصلحا قاربهما، ارتدا إلى البحر كرة أخرى؛ وجاسا خلال جزائر (أوشنيا) القاصية التي اكتشفها الكبتن كوك ثم لقى حتفه فيها، وفي عزمهما بعد طواف المحيط الهادئ أن يرتدا إلى الجنوب، ثم يعبرا المحيط غرباً إلى الأطلانطيق، حيث يزمعان اختراقه إلى فرنسا. ولكن هل يستطيعان تنفيذ هذا المشروع الجريء؟

ذكرى الشاعر تاسوني

أحتفل أخيراً في مودينا بإيطاليا بذكرى الشاعر الإيطالي الكبير الساندرو تاسوني، لمناسبة مرور ثلثمائة عام على وفاته؛ وكان تاسوني من أكابر شعراء القرن السادس عشر، ومن ذلك الجيل الذي تأثرت عبقريته بتراث عصر الأحياء؛ وكان مولده بمدينة مودينا سنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>