الجامعة اليونانية الثاني (في أوائل ربيع عام٤٨٠ ق. م) وفيه يقرون إرسال حملة للدفاع عن وادي ثمبي في الشمال بعد أن وعدهم سكان تلك الجهة ببذل المعونة والمساعدة لهم، وسارت الحملة عن طريق البحر وعلى رأسها قائد أسبرطي يساعده في القيادة آخر أثيني هو صاحبنا تيموستوكل، ووصلت هذه الحملة إلى تلك الجهة ولكنها لم تجد معونة ولا مساعدة فرجعت بخفي حنين.
ويتفق اليونان أيضاً في هذا المؤتمر على تنظيم خطوط دفاعهم فيجعلونها أربعاً. الأول عند وادي ثمبي السابق الذكر، والثاني عند الثرموبيل، والثالث عند وسط اليونان (ببوسبا وأثيكا) والرابع عند برزخ كورنث ويقررون التراجع عن الخط الأول إلى الخط الثاني وعن الخط الثاني إلى الخط الثالث وهكذا حتى الخط الرابع إذا لم يستطيعوا الاحتفاظ بأي خط من هذه الخطوط.
وهم لم يستطيعوا الاحتفاظ بخط دفاعهم الأول على نحو ما رأينا منذ حين، لذلك نراهم يقررون، عندما علموا بخبر زحف الفرس إلى أواسط بلاد اليونان، والوقوف عند خط الدفاع الثاني أي عند أراض الثرموبيل براً، وعند رأس (الأرثيميزيون) بحراً، والنقطتان تكمل كل منهما الأخرى، ويوجهون نحو الأولى حملة برية بقيادة الملك الإسبرطي الشهير ليونيداس، ونحو الثانية أسطولاً بقيادة رجل إسبرطي هو إيريبياد ويساعده في القيادة تيموستوكل. وقد تلاقى الجيشان جيش الفرس وجيش اليونان عند الثرموبيل، وكان ما كان من أمر هذه الهزيمة الساحقة التي منى بها ليونيداس وأتباعه، حيث أبيد اليونان كلهم عن بكرة أبيهم في هذا المكان الضيق بعد أن أظهروا من الشجاعة ما خلد اسمهم على صفحات التاريخ - أما عند النقطة الثانية فقد التحم الأسطولان، والأسطول اليوناني كامل العدد والعدة، أما الأسطول الفارسي فقد هبت عليه زوبعة قبل معركة (الأرثيميزيون) ودمرت ما يقرب من ثلثه تقريباً، لذلك لقي الأسطول اليوناني نجاحاً بادئ الأمر، ولكنه لم يستطع أن يصمد أمام حركة تطويق قام بها جزء من الأسطول الفارسي نحو الجنوب إذا أراد الالتفاف حول جزيرة أيوبيا ليأخذ الأسطول اليوناني على غرة من الخلف، ولحسن حظ هذا الأسطول نجده يتمكن من الإفلات والنجاة من هذا المأزق الحرج فيرجع عند خط الدفاع الثالث أي عند وسط بلاد اليونان، وقد دهش الفرس عندما رأوا الأسطول اليوناني يتراجع