للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(فلانكسات) متى تيسرت القوة فيه. فتقف (الفيالق) جنباً إلى جنب وبينها فاصلات صغيرة تتراوح بين عشرين وأربعين خطوة.

وكان هذا النظام لا يصلح للقتال إلا في الأرض السهلة المنبسطة، والمقدرة على الحركة فيه قليلة، ولا يستطيع تغيير الجبهة متى اقتضى الموقف ذلك، فضلاً عن أنه معرض للخسارة إذا أصيب برمي السهام.

أما نظام القتال عند الرومان فكان مستنداً إلى (اللجيون)، وهذا ينقسم إلى الكراديس ومجموعها عادة عشرة. وكانت الكراديس سابقاً تُعبأ على خطين كل خمسة منها في نسق وبينها فاصلة جهة كردوس، على أن تقف كراديس الخط الثاني وراء فاصلات الخط الأول.

ثم تطور هذا النظام في عهد يوليوس قيصر، فكان اللجيون يقف على ثلاثة خطوط: في الخط الأول أربعة كراديس، وفي كل من الخطين الباقين ثلاثة، وتبلغ قوة كل كردوس ألف مقاتل وتؤلف الكراديس القلب، ويقف أمامه الرماة الذين يرمون العدو بسهامهم أو بحرابهم قبل الاصطدام ثم ينسجون إلى المجنبات أما الخيانة فتحمى المجنبتين.

وكان نظام الكراديس يفوق نظام (الفيلق) (الفلانكس) في المقدرة على القتال والحركة والسير بسهولة، وكان في استطاعة الكراديس أن ينجد بعضها بعضاً.

والجانب في اللجيون قوى بخلاف جانب (الفيلق) (الفلانكس)، لأن كراديس الجانب متى غيرت ناصيتها استطاعت آن تقابل العدو الملتف حولها.

وسار الروم أو البيزنطيون في قتالهم على نظام الكراديس فأخبار الفتوح الأولى تدل على انهم كانوا يبعثون قواتهم كراديس ويحمون مجنبتهم باليمنة والميسرة. وكانت قوة الجيش تختلف باختلاف عدد اللجيونات وتقف على خط واحد، فأما آن تؤلف القلب تؤلف الخيالة وحدها الميمنة، وأما آن تؤلف القلب والميسرة والميمنة وتكون الخيالة على الجانبين.

وإذا كان عدد اللجيونات كثيرا يحتوي القلب عادة على أكثرها. وقد زادت قوة الخيالة على ما كانت عليه في زمن الرومان، لان الأقوام المتوحشة التي هاجرت من أسيا ودخلت أوربا باغتت رومية بجيوشها الخيالة الكبيرة، وجهزت الجنود لجيوش رومية زادت عدد الخيالة فيها واصبح للفارس شان خطير في القتال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>