بالأدب والفن؛ وفي روسيا الآن نهضة أدبية وفنية تضارع أعظم النهضات المماثلة في البلاد الأخرى. وبزغ فجر النهضة الأدبية الروسية المعاصرة منذ سنة ١٩١٩ بعد أن خمدت الحركة الأدبية مدى عامين كانت روسيا تضطرم فيهما بنار الثورة والحرب الأهلية. وظهرت الروايات والقصص الأولى المطبوعة بروح الاشتراكية سنة ١٩٢٠؛ وبدأ الكتاب القدماء باتخاذ أساليب وصور جديدة تناسب الروح والأحوال الجديدة. وفي وسعك أن تتتبع مراحل البلشفية والمجتمع الجديد خلال الكتب. ففي المرحلة الأولى كانت المبادئ الثورية والاقتصادية الجديدة تطبع الأدب بطابع عميق؛ ولما تطورت البلشفية، وأبيحت الملكية الخاصة في حدود معينة، وظهر مجتمع (بورجوازي) جديد، ظهرت الميول (البورجوازية) مرة أخرى في الأدب الروسي ولكن بصورة مخففة. ونشبت هنا معركة بين الأدب الشيوعي المتطرف، والأدب المعتدل، وعاونت الحكومة دعاة التطرف في هذه المعركة؛ وسيطر الجناح الشيوعي على التوجيه الأدبي، وعاق بذلك تقدم الحركة الأدبية. ولكن مهمة الجناح الشيوعي الأدبية انتهت بتغلب السياسة الاقتصادية الجديدة. وفي أبريل سنة ١٩٣٢ أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي حل جميع الجمعيات الأدبية، ومنها جماعة الحزب نفسه؛ وأعلنت إنشاء هيئة واحدة تضم كتاب الاتحاد السوفيتي جميعاً؛ واستمرت الهيئة الجديدة في طور الإنشاء مدى عامين؛ وهذا المؤتمر هو أول مؤتمراتها.
المناعة ضد الحمى الصفراء
اكتشاف طبي جليل
قدمت أخيراً إلى أكاديمية العلوم الفرنسية مذكرة باكتشاف طبي خطير هو مصل جديد لمقاومة الحمى الصفراء. والحمى الصفراء من الأمراض الوبائية التي تجتاح المناطق الحارة في أفريقية وأمريكا الجنوبية، وتحدث من لدغ البعوض الذي يحمل ميكروبها، وهو المعروف في اللغة العلمية وقد وفق إلى هذا الاكتشاف الجليل الدكتور ليجريه من أطباء معهد باستور في تونس، والدكتور سيلاردس الأمريكي، ومذ اكتشف البعوض الذي يحمل الميكروب كانت مقاومة الحمى الصفراء تجرى بواسطة إتلافه في المدن الاستوائية الكبرى مثل ريودي جانيرو وهافانا وثغور أفريقية الغربية، ولكنه كان في الداخل يعصف بالسكان