يرون مثلاً، أن هذه الأشعار الغاليقية صينت في مخطوطات قديمة، وأنها تنسب إلى أوشان وغيره من أبطال أساطير ايرلندا الأولية، وأن جميع هؤلاء الأبطال ايرلنديون لا اسكتلنديو الجنس، بينما البعض الآخر يرى أن هؤلاء الأبطال نشأوا في عصر متأخر. بل منهم من يجعل (فنّ) اسكتلندي الجنس ومنهم من يجعله إنكليزياً.
وآخرون يرون أن البطل أوسكار الوارد ذكره في الأدب الايرلندي القديم إسكتلندي الجنس والمولد، بل غيرهم موقن أنه دنمركي برغم ورود اسمه في الأدب الأيرلندي.
ويزيد موقف المناصرين وهناً واضطراباً، نسبتهم الأعمال الجسيمة الباهرة التي قام بها أشخاص هذه الآثار الأدبية إلى الكائنات الغيبية كالجن والآلهة المتعددة.
ولا يقتصر كامبل على هذا بل يعود إلى مهاجمة المناصرين من ناحية أخرى؛ فيقول إنه لم يطلع، في حياته، على مخطوطة أو سجل تاريخي فيه ذكر لمملكة (مورفن) أو ملكها فنغال. فمن أين جاء مكفرسن بهذه الأسماء التي تتخلل معظم أشعاره؟ ذلك مما يحمله على الاعتقاد الأكيد بأن هذه المملكة إنما هي من اختلاق جامع هذه القصص الأوشانية ومرتبها، مكفرسن كان أم غيره.
أما أوشان بن فنغال الشاعر الذي عزا إليه مكفرسن نظم الآثار الأدبية المعروفة باسمه، فأمره، كأمر والده غامض مبهم إذ لا يمكن أن يعمر أوشان - مسلمين جدلاً أنه حقاً ابن (فنّ) - إلى حد من الزمن يتمكن معه من الاجتماع بالقديس باترك أو أن يختلط بنساء الجن في بلاد الشباب، ويتحول في شتى أدوار حياته من نبي إلى ساحر ومن ساحر إلى شاعر، وهلم جرّا، كما هو ظاهر في الآثار الأدبية المنسوبة إليه. والخلاصة أن كل ظاهرة في حياة هذا الشاعر تدل دلالة صريحة واضحة على أنه لم يكن في الحقيقة إلا من بعض آلهة الأساطير الكلتية القديمة.
ولا يقف كامبل عند هذا الحد، بل يهاجم أنصار مكفرسن من ناحية أخرى. فهو يرى، من مقابلة هذه المنظومات التي ادعى أنها مترجمة مع غيرها من الأشعار المتحدرة عن طريق الرواية والنقل الشفهي أن هناك اختلافاً وفرقاً كبيرين وواضحين في الموضوع واللغة. فما (فنّ) كما هو مذكور في القصائد التي تتداولها العامة إلا بطل إنساني الخلق، وديع الطبع سهله، رقيق الإحساس، ولطيف النفس؛ لا يعرف العنف والكبرياء، فهو لذلك ذو نفوذ في