قبيلته، تقوم سلطته على حبهم له وتعلقهم به، بينما الناظر في صفات (فنّ) كما جاء في شعر مكفرسن يرى أنه فارس ساط غشوم، وجهم عنيف، خلو من كل عاطفة رقيقة وإحساس لطيف! لهذا كان نفوذه وسلطانه مبنيين على خشية القوم له ورهبتهم منه.
هذا، عدا أنه لا ذكر في القصائد المنقولة شفاهاً لمملكة (مورفن) التي ورد ذكرها في أشعار مكفرسن.
أما من ناحية اللغة والأسلوب فالباحث في هذا الأدب في كلتا سبيليه: سبيل الرواية والنقل الشفهي، وسبيل مكفرسن، يرى أن لغة أدب مكفرسن مفعمة بالتعابير الحوشية، والاصطلاحات الأجنبية التي تتميزها من اللغة المعروفة في اسكتلندا الشمالية، بينما لغة أدب الرواية والنقل الشفهي محكمة السبك، موحدة التركيب متسقة الأسلوب، لا اضطراب في معانيها ولا ضعف.
وخلاصة رأي كامبل أنه لم يكن في اللغة الغاليقية أشعار كالتي ادعى مكفرسن أنها مترجمة، وأن هذه اللغة التي استعملها في كتاباته لم تكن في الحقيقة إلا لغة القرن الثامن عشر، وجل ما هنالك مجموعة أشعار قديمة وحديثة متنوعة، كانت العامة تتداول معظمها بينها، جمعها مكفرسن ورتبها وسواها بشكلها المعروف، شأن المهندس الذي يخلق من البيت الإغريقي القديم بيتاً حديث الشكل والطراز.
- ٤ -
والباحث يخرج من كل ما مر بخمس حقائق مجردة، هي زبدة ما وصل إليه مؤرخو الأدب الإنكليزي في هذا السبيل الوعر الشاق:
١ - أن قصيدة أوسيان أو أوشان التي تنسب إلى مكفرسن لم تكن ترجمة خالصة عن الآثار الأدبية الأصلية.
٢ - أن مكفرسن استخلص منظوماته من آثار أدبية قديمة متفرقة، وذلك بالجمع والغربلة والحذف والتعديل، وخلع عليها ثوباً جديداً كفل لها الخلود في عالم الأدب.
٣ - أن جميع الظواهر تدل دلالة واضحة على أن مكفرسن لم يضع هذه الآثار الأدبية من عنده، وأنه لم يتعد كونه فناناً حاذقاً عرف كيف يستخرج من أمزجة ومركبات عتيقة بالية قطعاً فنية رائعة، وأن أوشان نفسه لم يكن المؤلف الحقيقي لهذا القصائد كما ادعى