ويتذرع أحياناً بالعامية. . . ثم جاءت الصهيونية في آخر الزمن تريد أن تساهم في هذه الخيبة. .
ولاشك في حسن نية الصحيفة التي نشرت ذلك الكلام أو - على التدقيق - في غفلتها. . . وكان عليها أن تتنبه له ولبض العاملين في تحريرها من ذوى المحاولات القديمة الخائبة. ومن يدرى فقد يغزو صحفاً أخرى مراسلون من براغ. .
ولتدرس جامعة براغ أو أي جامعة أخرى ما تدرس، ولتعلم بها العامية نفر من أبناء بلادها أو غيرهم، فهل هؤلاء هم الذين سيصدرون الصحف ويؤلفون الكتب باللغة الدارجة المصرية ويكتسحون ويفرعون؟. ثم من هم المستشرقون الذين يعتقدون أن اللغة الدارجة المصرية سوف تكتسح اللغة العربية الفصحى. . الخ؟ لم يذكر لنا الكاتب أسم واحد منهم، وأكبر الظن أن هؤلاء الذين سماهم (أعلام المستشرقون الأوربيين) أنا أنهم صهيونيون وأما أنهم أشباح تمثل أحلام ذوي المحاولات الخائبة والسهام الطائشة.
وبعد فكيف تنال اللغة العربية نفس نصيب اللغة اللاتينية؟ لقد تفرعت اللغات الأوربية الحديثة عن اللاتينية القديمة مع النهضة التي قامت اللغات الجديدة بأعبائها، وكانت مظهراً من مظاهرها، وهذا يختلف عن حال اللغة العربية كل الاختلاف، إذ وسعت اللغة الفصحى النهضة العربية الحديثة واستقلت بها، فهي لغة الآداب العصرية ولغة الكتابة والتأليف في سائر الفنون والعلوم، أي أنها واجهت النهضة وقامت بأغراضها وعبرت عنها وأصبحت لغتها وانتهى الأمر، فلم تخلي مكانها لتحل محلها لغات متفرعة؟ من أجل سواد عيون الوعول التي تكسرت قرونها. . أم لتحقيق أحلام الصهيونية في تمزيق الأمة العربية؟
عزيزتي الآنسة أم كلثوم
قرأت في أخبار اليوم أن محطة الإذاعة يتجه تفكيرها إلى الاتفاق معك على أن تدفع لك ألف جنيه في الشهر مقابل إذاعة أغنياتك المسجلة حسبما ترغب، بدلاً من أن تدفع خمسين جنيهاً عن إذاعة كل مسجل من هذه الأغاني.
ولم أتبين مقصد الإذاعة من ذلك، أهي تريد الاقتصاد. . . لأن عدد إذاعة المسجلات في الشهر مضروباً في خمسين جنيهاً يساوي أكثر من ألف جنيه. . . أم أن حاصل الضرب أقل من ذلك وتريد زيادة التقدير أو تلبية رغبة في الزيادة؟.