للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والواقع على أي حال أنها تدفع لك مبلغاً كبيراً لا يقل كثيراً عن الألف في الشهر مقابل أغنيات أخذت ثمن كل منها ثلاثمائة جنيه عند التسجيل.

وأنت تستحقين كل خير، وفنك العالي لا يقدر بمال. ولكن محطة الإذاعة. . . محطة الإذاعة مسكينة (غلبانة) أعني هؤلاء الفنانين والفنانات الذين يأخذ أحدهم مقابل الحفلة الغنائية خمسة عشر جنيهاً يقاسمه فيها أفراد (التخت) والمؤلف، وأعني الذين لا تعطيهم المحطة أجراً على إذاعة مسجلاتهم كما تصنع معك وحدك، وأعني الذين تضيق بهم المحطة رجالها وأن كانوا ممتازين في فنهم، وأعني كل فكرة أو مشروع إذاعي نافع يقف في سبيله ضيق الميزانية، ثم أعني هؤلاء الذين يسعون لإرضائك ويرضخون لقوة شخصيتك. فارحمي كل أولئك المساكين وكوني عادلة مقتصدة في معاملة الإذاعة، عامليها مثلاً كشركة (بيضافون) التي كان تعطيك ثمن التسجيل، ثم تبيع (الاسطوانات) ولا يدفع إليك كل من يدير (اسطوانة) في (الفونغراف) أي شيء.

يا كروان الشرق، أن كنت تريدين المال فبعض هذا يكفي، وأن كنت تريدين إعلاء الفن فلست في حاجة إلى إعلائه؟ فقد أعليته حتى بلغت به سماء لا يطار لها على جناح ولا يسعى على قدم. . وأعلمي أنك من الأعلام الخالدين وأنك لا تقلين إن لم تزيدي عمن خلدهن أبو الفرج في (الأغاني) مع الفاروق الذي به تفوقينهن، من حيث ما أضفاه عليك روح العصر من استقلال الشخصية والكرامة العامة.

فأسألك بالله وبحق الفن، أن ترأفي بحال الإذاعة، فهي لك مطواعة، وتبذل من أجلك ما فوق الاستطاعة، وغيرك لا ينال إلا بالشفاعة. وتفضلي بقبول تحيتي واحترامي.

(حسونة) الإنسان:

هو ذلك الشاب الأعرج بياع الصحف الذي ظهر في فلم (اليتيمتين) إنساناً ينبض قلبه بالعطف والحب والخير، برغم سوء بيئته ورقة حاله. يرى فتاة ضريرة ضالة فيشفق عليها. وتقع هي فريسة في يد أمه الشريرة الضارية، فتستغلها في بيع ورق (اليانصيب) وتعاملها بقسوة ووحشية، فيتألم لها حسونة أشد الألم ويبذل وسعه في التخفيف عنها ومقاومة أمه وأخيه الذي يعاونها على قسوتها، حتى يستطيع آخر الأمر أن ينقذها من براثنهما. وكم كان مشهده رائعاً وهو يحضر لها ما يقدر عليه من طعام ويهيئ لها شيئاً من

<<  <  ج:
ص:  >  >>