الفراش ويصنه لها على السلم درابزيناً لتتحسسه وليقيها السقوط في صعودها وهبوطها. كان حسونة في هذا الفم نبضة إنسانية رائعة، من النبضات التي تخلد الفنون، وهو مثل ينبغي أن ينظر فيه السينمائيون المصريون ليروا كيف يمكن أن تكون السينما فناً رفيعاً لا مجرد استعراض للتهتك الذي يتخلله الوعظ المكشوف.
وفلم اليتيمتين الذي عرض بسينما الكوزمو، لم يذكر له مؤلف، وأكبر الظن أنه مقتبس ممصر، من تلك الأفلام التي تنسب إلى المخرج فقط، وأن كانت حادثته تبدأ بلقيطة وتنتهي بلقاء الوالدة وابنتها بعد ما كبرت وجرت عليها حوادث القصة، فهذا قالب من القوالب المعروفة التي يتكرر صب القصة في كل منها بالأفلام المصرية؛ فإن كان هذا الفلم ممصراً فقد أجيد تمصيره حتى بدت فيه ملامح البيئة المحلية وقوامها كأنه مصنوع على قدمها. . . أما أن كانت القصة إنشاء مصرياً فمن هو المؤلف الفنان الذي أبدع حسونة الإنسان؟.
مؤامرة نفرين تتكرر:
ألقى البكباشي عبد الرحمن زكي محاضرة يوم السبت الماضي بنادي الاتحاد الثقافي المصري، عن لإبراهيم باشا في تأريخ مصر الحربي، فبين مزايا البطل العظيم في الناحية العسكرية بإلقاء نظرات على ميادين القتال التي خاضها، وعرض لحملته على الموره وبلاء الأسطول المصري في مياهها، فقال أن الجيش المصري كان يحارب في بلاد الموره أوربا كلها التي كانت تمد اليونانيين بالرجال والأسلحة والعتاد، وانتهزت إنجلترا وفرنسا وروسيا فرصة انشغال إبراهيم باشا بتنظيم الجيش البري وتآمرت على السفن المصرية فكانت موقعة نفرين المشهورة التي كانت في الحقيقة مؤامرة ولم تكن موقعة، لأن أساطيل هذه الدول أخذت الأسطول المصري والتركي على غرة.
والواقع أن موقعة نفرين حادث من الأحداث التي بدا فيها التعصب الغربي ضد الشرق، ومن قبلها الحروب الصليبية، ومن بعدها معارك فلسطين الجارية، فالغرب في القرون الوسطى هو الغرب في القرن التاسع عشر، وهو هو في القرن العشرين؛ وهو بعد الذي يرمي الشرق بالتعصب. .