قال الأستاذ إبراهيم المصري في مقال بالعدد الخاص بعيد الجهاد من أخبار اليوم:(إن هناك ثلاثة أخطار تهدد مستقبل الفكر المصري هي: إغراء السهولة، وضعف النقد، ونقص الحرية) ثم فصل ذلك بقوله إن الكاتب قد شعر بقوة الصحافة فأصبح لا يحفل في الغالب بالفكر المتئد الناضج العميق، قدر احتفاله بالفكر البسيط السهل يذيعه في مختلف الصحف ويتقاضى عليه أجراً كبير لا يكلفه طويل عناء. والفكر لا ينهض بدون نقد، وظل النقد قد تقلص اليوم في مصر، فمعظم الصحف والمجلات تشير إلى الكتب الجديدة دون أن تبحثها وتحدد قيمتها وقيمة أصحابها، وحرية الفكر المصري ما تزال مقيدة، فهو إن مس التقاليد سخط عليه المحافظون، وإن نقد نظام المجتمع ثار عليه البيروقراطيون واستبدوا به واضطهدوه شر اضطهاد.
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث:
يشرف (الاتحاد الأممي للمجامع العلمية) على إصدار (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) الذي رتبه ونظمه لفيف من المستشرقين من مختلف الأقطار يبلغ عددهم اثنين وأربعين مستشرقاً، وتولى الدكتور أ. ي. ونسنك طبعه بمطبعة بريل في مدينة ليدن بهولندة، ونشر منه أحد عشر فصلاً يحتوي كل منها على تسعين صفحة من أكبر قطع، وبعد وفاته أستأنف العمل الدكتور ي. أ. ب. منسنج فوصل إلى لفصل السابع عشر.
وهذا المعجم موضوع عن كتب الحديث الستة المعروفة وثلاثة أخرى هي مسند الدارمي وموطأ ابن مالك ومسند الإمام أحمد بن حنبل. وطريقته وضع جزارة لكل نقطة من ألفاظ الحديث الواردة في هذه الكتب التسعة ضمن الجملة التي هي فيها، ثم الدلالة على موقع هذه اللفظة من هذه الأصول التسعة بتوضيح أسم الأصل ثم أسم الكتاب ورقم الباب أو رقم الحديث سواء أكانت هذه اللفظة في أصل واحد أو أكثر. أما فيما يختص بمسند أحمد فبما أنه لم يطبع إلا طبعة واحدة، ففيه الدلالة على الحديث بتعيين رقم الجزء ورقم الصفحة.
وقد وصل العمل في آخر جزء ظهر إلى مادة صبر من حرف ص. ويقدر إتمام المعجم في مثل ما ظهر من الأجزاء أي نحو سبعة عشر جزءاً أخرى. وقد احتاج المشرفون عليه إلى إعانة مالية تمكنهم من مواصلة العمل، فجاء الدكتور منسنج إلى مصر في أغسطس سنة