أمضي لا أدري لأية غاية، ولأي قصد؟
فلقد مضى عني الصحاب كما أتوا وبقيت وحدي!
حتى التي غنى بها قلبي، فغناها الوجود
ومنحتها ما تشتهي من الحياة، وما تريد
نسيت غرامي، حين طاف بقلبها حب جديد
يا هذه: كيف استباح الحب أفاق طريد؟
وعلام أجني الشوك في حبي، ومن غرس الورود؟
وعلام أذهب في الحياة كأنني نغم شريد؟
أمضي ولا أدري لأية غاية، ولأي قصد؟
فلقد مضى عني الحبيب بحبه. . . وبقيت وحدي
وأرى الشباب، ربيع أيامي، يقارب أن يضيع
فتموت في قلبي الحياة، وقد خبا وهج الربيع
وأحس عمري زهرة جفت على أيدي الصقيع
فأظل مطوي الضلوع على أسى يفري الضلوع
أتذكر العهد الذي ولى وليس له رجوع
وأعيش. . وفي روحي كآبات، وفي قلبي دموع
أمضي ولا أدري لأية غاية، ولأي قصد؟
فلقد مضى عني الشباب بدفئه. . وبقيت وحدي!
يا ويح قلبي، حين يقبل في غد شبح الفناء
وأنا المعذب في الحياة، أظل أرغب في البقاء!
لكن إذا نزل القضاء، فلا مفر من القضاء
هذا أنا. . . نعش يسير مشيعاً بالأصدقاء
هذا أنا. . . جدث تمر عليه أقدام العراء
هذا أنا. . . جسد يعود إلى الثرى، من حيث جاء
هذا مصيري! بل مصير الناس من قبلي ومن بعدي!