الموقف حرجا للغاية. فالإمبراطور حائر لا يدري ماذا يفعل؟ ولو تقدمت إنجلترا داخل إيران أو أراضيها لتقدمت روسيا بدورها مما قد يؤدي إلى حرب عالمية.
ولعلك أيها القارئ تريد أن تسألني عن أهمية موقع إيران وكيف صارت وطنا إسلاميا، وعن مقدار ما تنتجه من البترول وغيره. وأنا بدوري أجيبك لأننا قد اتفقنا منذ حين على أنه خير للشرقيين أن يعرفوا أوطانهم وأن يعملوا على توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم للوقوف في وجه الاستعمار.
تقع إيران في منطقة اصطلح الناس على تسميتها بالشرق الأوسط، ويحدها من الشرق باكستان وبلوخستان، ومن الغرب العراق، ومن الشمال الاتحاد السوفيتي، ومن الجنوب البحر العربي والمحيط الهندي. ولعلك تسألني ما أهمية هذا الموقع؟ إن موقع إيران مهم من عدة نواح: أولا: إن روسيا تسعى دائما للوصول إلى البحار الدافئة ولن يتحقق لها ذلك إلا إذا استولت على إيران. . وثانيا أن إنجلترا شديدة الحرص على إبقاء روسيا حبيسة في داخل القارتين أوروبا وآسيا. وثالثا لأن روسيا إذا استولت على إيران تصبح خطرا محققا على الهند، وإنجلترا كانت وما زالت حريصة على الهند وسلامتها ومنع وقوعها في يد دولة معادية لأن الهند سوق هامة للمصنوعات البريطانية، وهي كذلك مورد هام من موارد الخام اللازمة للصناعات البريطانية. من هنا نشأ حرص بريطانيا على سلامة الهند فعملت على التدخل في شؤون مصر واحتلتها علم ١٨٨٢ وما تزال إلى اليوم تماطل في الجلاء عنها حتى أصبح يخيل للناس أن يوم الجلاء يوم الحشر، مجتمعان متلازمان، وحتى ضاقت بنفوس المصريين الصدور! ولسلامة الهند نرى إنجلترا كذلك تمنع روسيا من احتلال إيران وأفغانستان.
ودولة إيران تشمل الجانب الأكبر من الهضبة المعروفة بهضبة إيران وتعرف حافتها الشمالية بجبال البرز، وتمتد شرقا إلى جبال هندكوش، أما الحافة الجنوبية فسلاسل جبلية متوازية تحف بسهول العراق وتقترب من سواحل الخليج الفارسي.
والسهول الساحلية ضعيفة وأكثرها خصوبة السهول المجاورة لبحر الخزر. وتجري في إيران عدة أنهار قصيرة تنتهي إلى بحيرات داخلية ما عدا نهر قارون الذي يجري غربا حتى يصب في نهر شط العرب. وتستمد المجاري المائية مياهها من الجليد المتراكم فوق