ومناخ إيران قارس البرد شتاءا، وتسقط بعض الأمطار شتاء بتأثير أعاصير الرياح العكسية وتشتد الحرارة صيفا وبخاصة في السهول.
ويبلغ عدد سكان إيران ٥ر١٥مليونا وهم مسلمون. وقد دخل الفرس في الإسلام عقب الفتح العربي عام ٦٤٢م ثم اعتنقوا المذهب الشيعي وكان لهم آثر كبير في تاريخ الإسلام فبتأثيرهم سقطت الدولة الأموية وعلى أكتافهم قامت الدولة العباسية.
ويشتغل الإيرانيين بالرعي والزراعة فيربون الأغنام والماعز. ومقادير الصوف الناتجة عظيمة؛ وتصنع منه السجاجيد الفاخرة والبسط والشيلان. ولسجاد إيران (العجمي) شهرة عالمية وتصدر منه ما قيمته مليونا جنيه ونصف. ويزرع الإيرانيون كميات وفيرة من القمح والشعير والأرز والخشخاش والقطن وقصب السكر، ومن الفواكه العنب والبلح، وتزرع أشجار التوت وتربى دودة القز.
البترول: وثروة إيران المعدنية عظيمة ففيها الفحم والحديد: على أن أكثر المعادن أهمية هو البترول تمتد مواطنه على حدود إيران الغربية وفي منطقة بحر الخزر وتستغل الآن المناطق القريبة من الخليج الفارسي. وتمتد أنابيب البترول مسافة ٢٣٠ ك م إلى معامل تكريره في عبدان عند مصب شط العرب وفيها منشآت شركة الزيت الإنجليزية الإيرانية.
إيران مشكلة دولية
أخذت روسيا منذ عهد بطرس الأكبر تعمل على توسيع رقعتها والوصول إلى البحرين: البحر الأسود وبحر البلطيق، والاستيلاء على القسطنطينية. وقد نجحت روسيا في تحقيق بعض مطامعها فاستولت على شواطئ بحر البلطيق الشرقية وشواطئ البحر الأسود الشمالية ولكن أطماعها في تركيا وفي الاستيلاء على القسطنطينية أثارت عليها الدول وخاصة إنجلترا وفرنسا مما أدى إلى قيام الحرب المعروفة بحرب القرم ١٨٥٣ - ١٨٥٦ وكان السبب الرئيسي في نشوبها سعى القيصر في تقسيم تركة (الرجل المحتضر)(تركيا) وقد هزمت روسيا في هذه الحرب فولت وجهها شطر آسيا ومدت نفوذها حتى وصلت إلى ميناء فلاديفوسك ١٨٥٨.
ثم تطلعت إلى إيران؛ وهنا قام نزاع خطير بينها وبين إنجلترا، ولكن الدولتين اتفقا أخيرا