على أن تعملا على قض المشاكل الآسيوية بطريق المفاوضة الودية. وقد كان قيام ألمانيا الحديثة ١٨٧٠ وظهور نواياها الاستعمارية الدافع الأكبر على فض النزاع القائم بين الدولتين.
وطبقا للاتفاق سالف الذكر قسمت إيران إلى ثلاث مناطق نفوذ، فأطلقت يد روسيا في الشمال، وأطلقت يد إنجلترا في الجنوب، وبقى القسم الأوسط على الحياد يحكمه الإمبراطور. وخول لأصحاب رؤوس الأموال من الروس والإنجليز حق استغلال أموالهم كما يشاءون.
وقد حاولت روسيا بعد أن عقدت الاتفاق الودي مع فرنسا١٨٩٣ أن تستولي على طهران، ولكن إنجلترا عارضت ونصحت فرنسا حليفتها روسيا بالعدول عن رغبتها فعدلت.
وفي أوائل القرن العشرين تألفت شركة البترول الإيرانية الإنجليزية لاستخراج البترول وقد أصبحت هذه الشركة أعظم شركات البترول العالمية وأغناها.
وقد كان تغلغل النفوذ الإنجليزي والنفوذ الروسي في إيران سببا في ثورة الإيرانيين على ملكهم. وكان من أهم نتائج هذا الانقلاب تولى رضا بهلوي عرش إيران وهو والد الإمبراطور الحالي.
وقد هال الإمبراطور الجديد ما حصلت عليه الشركة من امتيازات، فقد كان للشركة حق استغلال آبار البترول في الجنوب. وتحصل الحكومة على ١٠ % من الأرباح. ومن أجل هذا تقدم الإمبراطور يطلب تعديل الامتياز وفي ١٩٣٣ اتفق الطرفان على أن تكون حصة إيران ١٤ % من الأرباح ومد أجل الامتياز إلى ١٩٩١.
إن كل قطرة من البترول تعادل قطرة من الدم، وإنجلترا من أجل هذا حريصة على أن تبقى آبار البترول في إيران تحت يدها ويضاف إلى هذا ما تربحه بريطانيا من أموال طائلة. والإيرانيون الآن يرون أن بلادهم تفيض ذهبا ولكن هذا الذهب لا يذهب إلى جيوبهم وإنما يذهب إلى جيوب غيرهم من الأجانب، ومن ثم قاموا يطالبون حكومتهم بتصحيح الأوضاع ورد بضاعتهم إليهم، ولن يكون ذلك إلا بإلغاء امتياز شركة البترول الإيرانية الإنجليزية التي زاد إنتاجها في العام الماضي عن ٢٠ مليون طن من البترول وتأميم البترول، أي أن تصبح آباره مرفقا عاما من مرافق الدولة الإيرانية وموردا من