للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يرجع إلى التوحيد. فلو قال ذلك المؤرخ أن الهمج أشركوا قبل أن يؤرخ لنا ديانات التوحيد لكان كلامه هذا خطأ في التاريخ وخطأ في التعبير.

وانتقد الأستاذ مظهر بعض الحروف كقولنا الشيشيميون بدلا من (الخيخيميون) كما يرى أو كقولنا كرونوس بدلا من أخرانوس إلى أمثال هذه التصحيفات في رأي الأستاذ.

وجوابنا عن ذلك أن كتاب العربية يكتبون (أرشميدس) كما يكتبون (أرخميدس) أو يكتبون ارشميد وارخميد بغير سين

وانهم يكتبون كريستوفر كولمبس كما يكتبون خرستوف كولمبي أو كولمب في الحالتين.

وأن العرب اخذوا من الفارسية (خسروا) فجعلوها كسرى مع وجود الخاء في اللغة العربية.

وإن كرونوس بذاتها لا يصح أن تترجم اخرونوس في المقام الذي ترجمت فيه؛ لأنها تتصل بمعنى الزمان ونحن نقول اليوم (كرونومتر) ولا نقول (أخرونومتر) كما يريد الأستاذ.

ويعيب الأستاذ مظهر ترجمة الديالكتك بالثنائية وفضل ترجمتها بالجدلية.

وهو في ذلك على خطأ عظيم من جهة اللفظ ومن جهة المعنى؛ لأننا رددنا ديا إلى معناها الأصيل وهو التثنية ومنها الآن كلمة بالفرنسية بالإنجليزية.

ولأن مذهب كارل ماركس وهو (الديالكتك) يقوم على أن المادة ثنائية الخصائص تشتمل على الخاصة ونقيضها ولا يقوم على أن المادة جدلية أو يجادل بعضها بعضا في أطوارها المتتابعة وقال الأستاذ مظهر في مفتتح كلامه: (ما من شئ في دنيا الفكر ينبغي أن تحدد معانية تحديدا دقيقا إذا أردنا أن نأمن العثار ونطوي مراحل الجدل كتحديد المعنى ندركه من كلمة الله والمعنى الذي ندركه من الألوهية أو الربوبية. . . . ولكن ينبغي أن نتواضع على تفرقة بينهما في الاستعمال، وأود لو إننا ندرك إذا قلنا الله إنه موضوع مرده إلى الدين، وان ندرك من القول بالألوهية والربوبية انه موضوع مرده إلى الفلسفة والتأمل).

وقد كان خليقا بالأستاذ مظهر أن يرجع في هذا إلى غرضنا من الكتاب.

فنحن قد أردنا به أن نبين كيف وصل الإنسان إلى الإيمان بالله، ولم نرد أن نبين كيف وصل إلى مجرد الربوبية، لأنه آمن برب ما من الأرباب قبل عصور التاريخ.

وقال الأستاذ مظهر عن كلمة الوجود ينتقد قولنا (إننا نعطي الوجود الزم لوازمه إذا قلنا انه

<<  <  ج:
ص:  >  >>