للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التي تغلب فيهم الصفات الجنسية القوقازية، وهذه توجد في الجنوب والشرق والشمالي الشرقي. والصفات الجنسية الغالبة هي القامة المتوسطة والشعر المجعد واللون الأسمر القاتم والشفاه المعتدلة.

الهجرة السامية:

الهجرة السامية التي صبغت البلاد الحبشية بالصبغة السامية التي تتصف بها هضبة الآن، قد دخلت البلاد قبل الميلاد بعدة قرون (حوالي القرن الخامس) فقد سمع أهل اليمن عن بلاد الحبشة وما فيها من خير وفير، وساعدهم تشابه بيئة الحبشة ببيئة بلادهم على عبور البحر الأحمر إليها واستيطان الجزء الشمالي منها، وكانت هذه القبائل التي هاجرت من بلاد العرب الجنوبية تعرف باسم (حبشات) ولذلك أطلق على هذا الجزء الشمالي من الحبشة اسمها، ومن ثم عمر العرب هذه التسمية فأطلقوها على البلاد كلها الواقعة بين خطي عرض ٤، ١٥ شمالا.

اللغة الحبشية:

كانت الجماعات اليمنية التي هاجرت إلى هذه البلاد لا تتكلم بلهجة واحدة بل بلهجات متعددة، وكانت اللغة التي تتكلم بها تعرف باسم (الغيز) التي لا تزال لغة المعابد هناك، ولغة الغيز لا تستعمل الآن ولكن لهجات إقليم تيجري قريبة منها. أما اللغة السائدة الآن فهي اللغة الأمهرية وهي لغة سامية اختلطت بها بعض الألفاظ الحامية وتكتب بحروف تشبه الحروف اليمنية التي تكتب بها لغة اليمن والتي هي لغة حمير، واللغة الأمهرية هي لغة التعامل والتخاطب، ولا يزال هناك شعب الأمهرة الذي يحتل الجزء الواقع في شرق بحيرة تانا وإلى الجنوب الشرقي منها وعاصمتهم أديس أبابا.

الديانة الحبشية:

كما أن بلاد الحبشة كانت ملتقى العناصر المختلفة من حامية وسامية فهي كذلك البقعة التي اجتمعت فيها شتى الديانات من مسيحية ويهودية وإسلامية فضلا عن الوثنية. وقد كان الدين السائد فيها هو الدين اليهودي الذي جاء من اليمن التي كان يسودها هذا الدين قبل انتشار الإسلام، ولا يزال إلى الآن في الحبشة جماعات تدين بالدين اليهودي وتعرف باسم

<<  <  ج:
ص:  >  >>