للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

رسالتها؟

ثم ذاك الجانب الذي لا يؤاخذ عليه إلا صاحب العنت والهوى، ما خطره ما دامت الفرقة تحرص في انتخاب مسرحياتها على إقامة توازن دقيق بين الهزيل والماحل، وبين الدسم والخصب من المسرحيات، تمشياً مع الجمهور الذي لم يستقم له بعد أمر الهضم القوي لما هو دسم حقاً، وموفور الغذاء حقاً؟

ما الخطر في أن تأخذ الفرقة بالاعتدال في انتخاب ما تقدمه مراعية أمر التفاوت البين بين طبقات الجمهور من حيث المستوى الثقافي والمزاج، فتكون تارة لخاصة الجمهور، وأخرى لعامته من غير تعال أو إسفاف مشين؟

كلنا يعلم - إلا المتعنت المتجني - أن التهذيب بطريق المسرح اختياري محض، إذ الجمهور إنما يغشى المسارح مختاراً لا مجبراً. ولهذا أسائل: هل من الخير للفرقة أن تحظى بإقبال الجمهور مع أخذها بهذه السنة الحصيفة المعتدلة في انتخاب مسرحياتها، أم تبوء بالفشل وانصراف الجمهور وهي لا تقدم إلا التحف الأدبية والروائع الفنية؟

هل يدري السيد الزحلاوي لماذا أخفقت الفرقة القومية فألغيت وقامت مكانها هذه الفرقة القومية المصرية؟ هل غاب عن علمه أن إيراد تلك الفرقة الملغاة انكمش إلى قروش وملاليم في الحفلة الواحدة؟

وهل في استطاعته أن يعرض على الجمهور تلك المسرحيات الرفيعة مع ضمان إقبال الجمهور؟ إذا كان هذا في وسعه فإنني أنزل له عن مكاني في الفرقة لأعمل تحت إمرته

٢ - لم نقصر في إعلاء شأن العربية الفصحى كما يزعم الكاتب، بدليل أن الفرقة حتمت أن تكون كل المسرحيات المترجمة مكتوبة بالعربية السليمة معنى وإعراباً، كما أنها لم تتوان عن تقديم مسرحية (قيس ولبنى) وهي مكتوبة بالشعر الرقيق الآسر، كذلك لم تقض الفرقة بأن تكون المسرحيات المحلية الموضوع مكتوبة باللهجة العامية المبتذلة، ولكنها قضت بأن تكتب باللهجة التي يتكلم بها شخوص الرواية كما لو كانوا في الحياة الواقعية حتى لا ينهار جانب المعقول في أسلوبها

٣ - الذي يأخذه علينا الأستاذ من أننا أوردنا (ضرب الزار وهز والبطن والأرداف) - وهما الرقص أو الحركة الإيقاعية في لغة العلم - لم نورده لذاته ولم نزج به زجاً في

<<  <  ج:
ص:  >  >>