ما ورد في الكتب من أوصاف سوق عكاظ، فوجدها مطابقة له.
وألقى بعده الدكتور محمد البهي محاضرة موضوعها (الطابع القومي في الثقافة الأزهرية) شرح فيها مذهبي القومية والعالمية اللذين يختلف فيهما علماء التربية، وأورد حجج كل من الفريقين ثم رجح مذهب القومية، وخلص من ذلك إلى تأييد جانب الدراسات الإسلامية والعربية التي يقوم بها الأزهر باعتبارها الثقافة القومية التي يجب أن تسود. ويخيل إلى أنه اضطر إلى ترجيح القومية ليخلص إلى هذه النتيجة، وما أراه كان بحاجة إلى ذلك، فالإسلام دين عالمي، ودعوته دائمة عامة، وإذا كانت المذاهب الاجتماعية والسياسة السائدة في العصر الحديث تدعي لنفسها صفة العالمية وتدعو العالم إلى اعتناقها، فكذلك الإسلام من حيث هذه الناحية.
وألقى أستاذنا الكبير أحمد حسن الزيات محاضرة يوم السبت عن (حاضر الأدب العربي) وقد حلي بها صدر هذا العدد من (الرسالة).
وألقى بعده الأستاذ واصف البارودي محاضرة عنوانها (الشباب وأزمة الثقافة) وقد عرف فيها الثقافة بأنها التوازن بين الناحية العملية والناحية النظرية، وعندما سار في المحاضرة لم يأبه لهذا التوازن، بل رجح الجانب العملي، فقلل من قيمة العلم والذكاء بالنسبة إلى العمل والمهارة فيه، وذهب إلى أن الذي لا يوافق قوله عمله لا يعد مثقفاً مهما كانت معلوماته وذكاؤه. وقد غالى الأستاذ في ذلك، حتى خلناه يعد الثقافة من الحرف والصناعات وحتى أنه عندما بين مظاهر أزمة الثقافة عد منها (البطالة) وكان الأستاذ يرتجل في أسلوب لا بأس به، ولكن لو أنه كتب المحاضرة لكانت أجزاؤها وأفكارها أوثق ارتباط وأكثر تنسيقاً.