من الخبط الأعشى، فمما قالته أن الجانب المصري غير راض عن طريقة تأليف اللجنة الثقافية وأعمال الإدارة الثقافية، وأن وزارة المعارف تبحث الآن أمر الموظفين الذين يمثلون مصر في اللجنة الثقافية والإدارة الثقافية على أساس أن وجودهم في هذه المناصب لم يعد متفقاً وسياسة الوزارة في الوقت الحاضر!
ليس هناك موظفون في اللجنة الثقافية يمثلون مصر، حتى تفكر وزارة المعارف في أمرهم، فموظفو الإدارة الثقافية تابعون للأمانة العامة وهم كسائر موظفيها لا يخضعون للحكومات، أما اللجنة فتتكون من أعضاء لا من موظفين. ومن ذلك الخلط أن يقول المراسل إن تأليف لجنة للثقافة العربية يعد تجاهلاً سافراً للجنة الثقافية بالجامعة العربية! واللجنة الأولى من لجان المؤتمر ألفت لبحث موضوع معين، فأين هي من اللجنة الثقافية العامة الدائمة؟
والخطير في الأمر أن تصور وزارة المعارف على أنها خصم للإدارة الثقافة. وليس هذا معقولاً ولا لائقاً. فوكيل وزارة المعارف الأستاذ شفيق غربال بك هو الذي يرأس اجتماعات اللجنة الثقافية. ومما يذكر أن معالي وزير المعارف يبدو على كرسي رياسة المؤتمر فوق كل هذه المنازعات، وهو يدير الجلسات بروح ودي للجميع.
وقد عرض على المؤتمر قرار الهيئة المشرفة بصيغة الإقرار لجدول الأعمال كما أعدته الإدارة الثقافية، ولكن بعض الأعضاء ثاروا وأبوا إلا أن ينص على أن الجدول عدل، فكان عند رغبتهم، هذا يدل على حيدته بل على مجاملته للإدارة الثقافية.
بقي أن أسأل: من الذي يوحي إلى مراسل الصحف وإلى فرسان المعارضة في المؤتمر بأن وزارة المعارف جبهة ضد الإدارة الثقافية؟ هل هناك تدبير لهذه الحركة أو هي حركة (شيطانية) وأن كل تلك الظواهر محض اتفاق؟!
محاضرات المؤتمر:
كانت أول المحاضرات العامة التي نظمها المؤتمر الثقافي، محاضرة الدكتور عبد الوهاب عزام بك في (تحقيق موضع سوق عكاظ) وقد ألقاها يوم الأربعاء الماضي. قال فيها أنه بحث أثناء إقامته بالحجاز عن موقع سوق عكاظ، وقد هداه البحث إلى موضع يقع جهة الشرق من الطائف على مسيرة يوم منها وثلاثة أيام من مكة، وقد طبق على هذا الموضع