المسرحيات المصرية، وذلك بتنشيط الأفلام، وحفز النابهين من المؤلفين على الإكثار من نتاجهم، لأن المؤلف إذا لم يجد سوقاً لرواياته تولاه اليأس وأمسك عن الكتابة. وأرى من واجب الفرقة أن تضطلع بمهمة تقديم المسرحيات المصرية قبل أي مهمة أخرى، فإذا انحرفت عن ذلك فإنها لا تحقق الغرض من قيامها، ولذاك أشير لترقية المسرحية المصرية أن تعمل وزارة المعارف على ترجمة نفائس الروايات المسرحية الغربية ترجمة أنموذجيه وإذاعتها بين المتأدبين، وذلك لأحياء ثقافة للمسرح نحن في أشد الحاجة إليها بحكم أننا نفتقر إلى هذه الثقافة في الأدب العربي القديم والأدب العربي المستحدث.
الممثل: فن التمثيل عامة حديث في مصر، دخيل في الأدب العربي، لم نعرفه باللسان العربي إلا منذ ثمانين عاماً. جاء مصر فيما جاءها ضمن موجة الثقافة الغربية التي طلع علينا بها البحر الأبيض في النصف الأخير من القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين ونحن نباشر فن التمثيل على طريقة ارتجالية، وإن شئت قل بدائية، أعني أنها لا تقوم على قاعدة ولا ترتكز على أساس. وفن التمثيل، أي فن الأداء كسائر الفنون الشكلية مثل النحت والتصوير وغيرهما، له قواعد وأصول يجري تدريسهما في معاهد خاصة تخرج الممثلين الحاذقين بعد أن يكونوا قد أحسنوا تعرف هذه الأصول والقواعد. وإذا قلت إنه واجب على الممثل أن يتلقى أصول فنه في معهد، فهذا لا يحجزني عن الاعتراف بأن هناك طبائع غنية بمواهبها، خصبة بإحساساتها، هي في غنى عن الصقل والتهذيب في معهد أو مدرسة، إلا أن الطبيعة ضنينة بخلق هذا النفر العزيز الذي يطلع على الدنيا وهو يحمل في روحه الطبع القوي، والذوق الصافي، والحساسية اليقظة، والصوت الجهير، واللفظ الفصيح، ولإيقاع المحكم؛ وهذه هي أهم المصادر التي يصدر عنها الممثل الحق مثل هذا من الشواذ - والشاذ لا قاعدة له - وعليه فإنشاء معهد للتمثيل هو الوسيلة الفعالة ذات الأثر في تكوين نشء جديد من الممثلين يجمعون إلى فيض الموهبة الطبيعية، حذق التعليم، وصقل التهذيب وثقافة الفن
الأكثرية الغالبة من محترفي التمثيل في مصر يقومون بعملهم على إيحاء الفطرة وهدى التجارب وما يستقر في أذهانهم مما يشاهدونه من آثار الفن الغربي أو على الشاشة البيضاء