للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يستميلوهم إليهم، ثم يكملون النقص في هذه العقائد بنظرية الإسماعيلية الأساسية، وهي قداسة علي رضى الله عنه وعودته، ثم يجعلون برهما محمداَ، ووصنو عليا، وآدم سيفا

أما إخوان الصفا، فكانوا أمام جميع المذاهب والديانات غير متعصبين: (وبالجملة ينبغي لإخواننا - أيدهم الله تعالى - ألا يعادوا علماً من العلوم، أو يهجروا كتاباً من الكتب، وألا يتعصبوا على مذهب من المذاهب؛ لأن رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلها ويجمع العلوم كلها)

ويقولون: (واعلم بأن غرض الأنبياء - عليهم السلام - وواضعي النواميس الإلهية أجمع غرض واحد وقصد واحد وإن اختلفت شرائعهم وأزمان عباداتهم وأماكن بيوتهم وصلواتهم، كما أن غرض الأطباء كلهم غرض واحد في حفظ الصحة الموجودة واسترجاع الصحة المفقودة وإن اختلفت علاجاتهم باختلاف الأمراض العارضة للأبدان). فالتوراة والإنجيل والقرآن وغيرها من الكتب الدينية، السماوية وغير السماوية، عندهم سواء. وكأني بهم يحاولون أن يستوعبوا الديانات كلها في دين واحد ومذهب واحد. وليس هناك أوضح من قولهم: (فالله أرسل روحه إلى كل الناس، لا فرق بين النصراني والمسلم وبين الأسود والأبيض)

وقد ثبت أن جمعية بغداد التي هي فرع من جمعية إخوان الصفا، والتي كان يختلف إليها أبو العلاء المعري كما مر بنا، كانت تجمع السني والشيعي واليهودي والنصراني والصابئي والدهري

وقد حدثنا أبو حيان التوحيدي في المقايسات قائلاً: (إن من أعضائها يحيى بن عدي وأبو إسحق الصابي وأبو إسحق النصيبي وماني المجوسي. . . الخ) وهذا دليل واضح على رحابة صدرهم وعظم دعايتهم وتعدد طرق تبشيرهم

(يتبع)

عمر السوقي

مدير كلية الميقاصد الإسلامية ببيروت

<<  <  ج:
ص:  >  >>