وقد جاء في أحد أعداد جريدة آسيا فصل هذا عنوانه:(بحث جديد على الإسماعيلية أو الباطنية بالشام المعروفين بالحشاشين). وقد قال كاتبه ما يأتي:(إن سنان بن سليمان الملقب برشيد الدين هو من أجل وأفخم رؤساء الإسماعيلية، وقد خدم في ألموت المقدمين الذين كانوا قبله، وزاول علوم الفلسفة وأطال نظره في كتب الجدل والخلاف، وأكب على مطالعة رسائل إخوان الصفا)
ويقول المحبي في خلاصة الأثر:(وحاصل تلك الرسائل ليس إلا مذهب الباطنية الإسماعيلية، وهم أنحاء شتى، ومعظم القول في هذه الشيعة، من شيعتهم تناسخ الأرواح، وادعاء حلول الباري تعالى في الأنبياء المشهورين من آدم إلى محمد عليهم السلام وفي أئمة آل البيت - وأخرهم المهدي - ويعظمونه على الجميع. والإسماعيلية يوافقون الإمامية في ذلك)
وقد ثبت تاريخياً أن المغول عند فتحهم لقلعة (ألموت) مركز رؤساء الإسماعيلية عثروا على كثير من نسخ رسائل إخوان الصفا. وقد جاء في رسالة الإنسان والحيوان المطبوعة في مصر خطأ تحت عنوان الجامعة:(نحن لسنا السواد وطلبنا بثأر الحسين بن علي عليهما السلام وطردنا البغاة بن مروان. . . ونحن نرجو أن يظهر من بلادنا الإمام المنتظر)
وقد تضافر الكتاب قديماً وحديثاً على نسبة هذه الجماعة إلى الإسماعيلية الباطنية، ومنهم ابن تيمية وابن حجر والألوس وغيرهم، وقد دعاهم إلى ذلك أن نشاط الإخوان في بث تعاليمهم يشبه نشاط الإسماعيلية وجدهم في نشر مذهبهم وتشكلهم بما يلائم مصلحتهم، ولبسهم لكل حال لبوسها، ومخاطبتهم الناس على حب أهوائهم وأمزجتهم، واستعمالهم السحر والطلاسم والرقى والتعاويذ في إقناع الناس بمقدرتهم ومبلغ علمهم. ثم في تكتمهم وشدة حرصهم على ألا يطلع على مذهبهم إلا من دخل في شيعتهم وقولهم بالتقية والإمام المنتظر ووصاية علي رضى الله عنه. . . الخ
تسامحهم الديني
ومما يقوي صلتهم بالإسماعيلية رحابة صدرهم لجميع المذاهب والديانات والعلوم، فقد ثبت أن الإسماعيلية في أوائل دخولهم بلاد الهند كانوا يوافقون البوذيين على عقائدهم حتى