وهناك مذاهب دينية مختلفة تعمل على تقدم الإسلام ونشره، أهمها مذاهب القادرية والتيجانية والسنوسية. وللمذهبين الأولين أتباع كثيرون في مختلف أنحاء نيجيريا، وخاصة مذهب التيجانية الذي أسسه أحد أساتذة بلاد المغرب واسمه (سيدي أحمد التيجاني) وكثير من ثورات السودان المحلية يرجع لتأثير هذا المذهب في السودانيين. أما مذهب السنوسية فلم يتعمق إلى الجنوب كثيراً؛ لقد بلغت دعوته شمال نيجيريا وله بعض الأتباع في سكوتو وبورنو. وليس هناك ما يميز أتباع هذه المذاهب عن بقية المسلمين سوى رغبتهم وسعيهم للتطهر، وسوى حلقات الذكر التي يقيمونها في الحين بعد الحين (وإن كانوا لا يفهمون معنى ما يقولون أثناء الذكر كما يقول
والمساجد منتشرة في كل مدن الإسلام، أما في القرى فالمسجد قطعة من الأرض مسورة بحاجز من الخشب
الإسلام ينتشر وإن كان المسلمون لا يبشرون به
لا يوجد بين المسلمين الآن إرساليات تبشيرية تعمل لنشر الإسلام، ولكن الإسلام ينتشر عفواً بين تلك الجماعات دون بذل مجهود. والجهاد عند المسلمين واجب لنشر دينهم بين الوثنيين ولكننا لو عرفنا أن الجانب الأعظم من دخل الفولاني يعتمد على تجارة الرقيق بدا لنا السبب في عدم اهتمام هؤلاء كثيراً بالتبشير لدينهم بين الوثنيين
ومع هذا فقد كانت هناك إرساليات تبشيرية هامة في أوائل حكم الفولاني. فإن لاندر يحدثنا أنه قابل في معلمين من الفولاني أرسلهم أمير نوبي لينشروا تعاليم الإسلام بين السكان الوثنيين
غير إن الإسلام لم ينتشر في تلك الجهات نتيجة سعي الإرساليات قدر ما انتشر نتيجة جذب ثقافة المسلم العالية لجيرانه الوثنيين. والآن بعد سهولة المواصلات أصبح المسلمون أكثر اتصالاً بالوثنيين، وكانت نتيجة هذا أن الوثني الذي يتعدى منطقة إقامته يرى أن من الصالح أن يعتنق الإسلام، وأن يتبع المسلمين في أسلوب حياتهم، لأنه سريعاً ما يدرك ضيق دينه إذا قارنه بعالمية الإسلام؛ وهو إلى هذا كله لا يجد صعوبة في انتقاله من الوثنية إلى الإسلام، فهو بالمعاشرة يستطيع بسرعة أن يستسيغ نظم الدين الجديد. والوثني كذلك يرى أن المسلم متسامح وأنه يعيش في منزل أنظف من منزله ويرتدي ملابس خيراً