من ملابسه، وله بالعالم معرفة أوسع من معرفته. فلا غرو بعد هذا إن فضل الوثني الإسلام فاعتنقه. والوثني عندما يسلم يغسل جسمه كله ثم يعلن إسلامه في المسجد
نظم التعليم في تلك الجهات
وهناك مدرسة في كل بلدة من بلاد الإسلام يديرها معلم من الأهلين، ويرسل إليها الأطفال في سن مبكرة غالباً بين الثالثة والرابعة، يرسلهم آباؤهم إلى هذه المدرسة فراراً من الجهد الذي يبذلونه لرعايتهم. ومن هؤلاء المعلمين من يمارس التجارة إلى جانب مهنة التعليم. أما الأطفال فهم يستمعون إلى دروسهم في العادة ساعة في الصباح وساعة في المساء، وهؤلاء الأقوام لا يهملون تعليم بناتهم. ويتلقى التلاميذ دروسهم عادة قبل شروق الشمس وبعد غروبها حتى يستطيع الصبية منهم خدمة الحقول أثناء النهار
وأول ما يتعلم الأطفال الصلاة، ثم يعلمون كيف يقرأون القرآن، ثم يتلقون بعض الواجبات الدينية كشروط الوضوء وطرق الاغتسال وغيرها. والأطفال يقرأون العربية جميعاً وراء معلمهم بصوت مرتفع منغم. وإذا تقدم الأطفال في السن وكبروا علموا شيئاً من تفسير القرآن؛ غير أن نظم التعليم العامة عندهم تسير على نهج آلي. فمعظم الأولاد يحفظون القرآن كله أو بعضه، وهم لا يفقهون له معنى. بل أن أكثر المعلمين هناك ثقافة لا يعرف شيئاً عن التطور الفكري الذي يسود العالم الإسلامي اليوم. وإن كان هناك نفر من النيجيريين على درجة كبيرة من العلم والثقافة فمنهم شيهو دان فوديو وقد ألف كتاباً في اللاهوت وابنه بلو وهو نحوي ومؤرخ مشهور وغيرهم كثيرون. ولا يتقاضى المعلمون مرتبات غير الهدايا التي تقدم إليهم. وعندما يتم الولد دراسته يأخذ المعلم من أهله حملاً أو عنزة ومع هذا فإن ٣ % من المسلمين فقط هم الذين يقرءون ويكتبون
فضل الإسلام في توحيد هذه القبائل المبعثرة
يبدو لنا بعد هذا بوضوح كيف أن نظم الإسلام الاجتماعية والسياسية توافق الزنوج كل الموافقة خصوصاً وإن الزنوج السودان يسود بينهم الدم الحامي أو دم البحر الأبيض المتوسط. فالإسلام إذ يفرض على هؤلاء الناس الختان ويبيح لهم تعدد الزوجات ويمنعهم عن أطعمة خاصة ويحرضهم على أن يكونوا أحراراً، لا يطلب منهم المستحيل، بل إن