نعلمه عن عميدنا الكبير شغفة بسماع الموسيقى الراقية، وهو يحرص على حضور حفلاتها التي تقام بمسرح الأوبرا الملكية في موسمها الشتوي السنوي بمصر، بل هو فوق ذلك يحرص على ألا تفوت متعتها من يؤثره، وسوف لا أنسى دعوته الكريمة التي تفضل فوجهها إلي لحضور بعض هذه الحفلات في الموسم القادم
وجاء أيضاً في ذلك الحديث أن قرينة العميد ترى في الحركة النسائية أن على المرأة المتزوجة أن تهتم ببيتها وبأولادها وأن تترك السياسة للأرامل والفتيات
إن فكري وخيالي يذهبان إلى التساؤل: كيف كان طه حسين وكيف يكون إذا مني بزوجة من هؤلاء المتصايحات المشتغلات بكل شيء عدا بيوتهن وأولادهن؟ وكيف يكون حال الأدب والعلم والتعليم عندنا إذا ابتلي بامرأة ممن يطفئن النور في القلوب ويبعثن بأزواجهن إلى القهوات والجلوس على الطوارات فرارا من نكد الزوجة وتعب البيت؟ إنني أتصور ذلك الفراغ الهائل في عالم الأدب العربي الحديث، فيهولني التصور. . وطه حسين كتلة من المواهب والحيوية الأدبية، ولكن هذه تحتاج إلى تهيئة الجو الصالح لتنميتها، الملائم لتنفس صاحبها
إن طه حسين - وهو الإنسان الحساس - يعرف لقرينته فضلها، وقد عب عنه بإهدائه إليها بعض مؤلفاته. ولكننا نحن اللذين انتفعنا بآثار ذلك الفضل، نحن أهل هذه البلاد المصرية وكذلك إخواننا في سائر البلاد العربية، ينبغي أن نذكر تلك السيدة الجليلة، ونذكر فضلها وأثرها في أدبنا وحياتنا، وأن نقرنها بزوجها العظيم فيما قدم لنا من نتاج أدبي وعمل مثمر، فنجلها كما نجله، ونحبها كما نحبه
عهد جديد
هذه مجموعة قصصية لكاتب قصصي جديد، هو الشاب العراقي الأستاذ شاكر خصباك، أنست بها في هذا المضيف المعتزل وكانت مما وصلني بالعالم الحبيب المتعب الممتع. . الذي نهرب منه ونحن إليه: عالم الأدب والفن
أعرف نزعة شاكر مما قرأته له من قبل في (الرسالة) وفي مجموعة سابقة، وأعرفها منه صديقا طالما التقيت به في القاهرة خلال السنوات التي قضاها طالبا بجامعة فؤاد الأول. فلما أصدر مجموعته هذه صدر هذا الصيف وقبيل رحيلي إلى المصيف، كانت مما