للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المديح ونعت التشبيه، ثم تقرأ كلام الأستاذ الشايب فسوف تعتقد معي أن المسألة كما يقولون (حذو القذة بالقذة).

وأما عبد القاهر فأمره معروف فقد كتب كتابا خاصا في النظم الذي يسميه الأستاذ (الأسلوب) قال (للخفة والشيوع) والجاحظ كتب عن صحة المعاني وفسادها ومناسبتها للألفاظ، وحسبنا هنا الإشارة.

(٣) الغربيون - كما يقول الشيخ أمين - يعنون في البلاغة بدراسة الأسلوب، ويقول غير مرة إن هذه الأبحاث التي يدعو أليها - وهي قوام كتاب الأستاذ الشايب - مما عنى بع الغربيون عناية تامة، ويخص بالذكر كتاب الأسلوب الإيطالي للباريني.

ولا نستبعد - بل إننا لنوقن - أن الأستاذ الشايب نظر طويلا في البلاغة الغربية وأخذ عنها، وإذن فهل لنا أن نقول كما قال بعض النقاد الظرفاء: (لو قيل لكل معنى في شعر حميد بن ثور ارجع إلى صاحبك لما بقى في يده شئ).

وأعتقد أنا لو حذفنا منه هذه الأبحاث القديمة العربية لبقى الكتاب أبيض مغسولا. على أنه فوق ذلك كتاب وصفي وعمل البلاغة إنما هو وضع القوانين التي إذا ترسمها الأديب استطاع أن ينشئ، وهذا الكتاب في أكثر مباحثه أشد صلة بأدب اللغة منه بالبلاغة، وإن ذكر مؤلفه أنه وضعه في البلاغة، وقدم له بأبحاث فيها.

ومهما يكن من شئ فلازلنا من أن الجامعيين تركوا البلاغة العربية كما كانت على عهد السكاكي، وإذا كانوا صنعوا فإنهم لم يزيدوا على أن رجعوا إلى كتب البلاغة قبل السكاكي، وكتب النقد الأدبي فاغترفوا منها، وهذا عمل يشاركهم فيه كثير من أبناء دار العلوم ومن أبناء كلية اللغة العربية بالأزهر، فأين هو التجديد يا رئيس الأمناء؟!

علي العماري

المدرس بمعهد القاهرة الثانوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>