لقد وجدنا قبل مولد الناس، بل قبل وجود الآلهة، وقبل أن يقع طير في شرك، أو يوثق
ثور في حبل، وقبل أن يتعرض جسد (هاتريت) بنت الآلهة للضم والعناق، وقبل أن تُشْبَع رغبة الإله الأزلي سيد السموات والأرض. لقد طلبتها إلى آلهة الريح فأجابتني ومنحتني إياها
الفاتن:
تعالي معي أرك سفينتي، هلا نزلت
إحدى الرياح:
لا، أن لي سفينة أروح بها إلى الثغر؛ وعنده أتزود بسفينة طولها ألف ذراع، فأصعد بها
إلى دارة الشمس
الفاتن: إن وسائلي لا تنفد
هذه هي النواة أو جزؤها الذي استنبتته قريحة الفنان علي طه، فجاء كما شاء أيكة فينانة باسقة. وقد تخيل الشاعر وسائل القرصان لإغراء الفتيات، فصورها تصويراً نفسياً عجيباً، لم ينجهن منها إلا ذكاء (حروازا) وعناد (باتوزيس). والرواية بأصلها القديم وفروعها الحديثة من مآثر الأدب المصري ومفاخر علي طه.