غيرهم، وتستشف نفوسهم من خلاله من المعاني مالا تستشفه إلا كبار النفوس؛ وتلك خلة يمتاز بها العظماء أبدا من سائر الناس. . .
وكان الصبي يدرس الطب ليخلف أباه، ولكنه أخذه الإغماء مرة وهو يشهد عملية جراحية، فمال به ذلك الحادث عن الطب فاختار القانون؛ وكان يحس بميل قوي إلى القانون، فلعله كان يراه أقرب إلى ما وطد العزم عليه، وإن يكن قد أبغض طريقة تدريسه وبرم بالكتب التي تشرح قواعده
على أنه كان يكثر قراءة الشعر والتاريخ ففيهما لخياله المشبوب مجال، ولروحه المتوثبة وحي؛ ولنفسه الحزينة عزاء. ولما أوفت به سنة على الشباب عرف بين أقرانه بفصاحة اللسان وصفاء الذهن وحماسة القلب وشدة الشعور وجموح الخيال