ينتظرون قصيدة السيد باقر الشبيبي، فهتف البلبل:
وفاءً بعهدي أو نزولاً على وعدي ... وقفت أُحِّي معشري وبنى ودي
وقفتُ أحِّي عُصبةً عربيةً ... بها نستبين الرشد حقاً ونستهدي
فأهلاً بكم في روضة الحب والصفا ... وأهلاً بكم عند المسرَّة أو عندي
وهيجني في الرستمية شاعرٌ ... به مثل ما بي من أنين ومن سُهد
به من هوى ليلي رسيسٌ من الهوى ... وبي لهب لا ينطفى من هوى هند
وما كاد يصل إلى هذا الحد حتى حدثني القلب بأنه سيتحدث عن أم كلثوم والوفد لأن القافية دالية، فقلت: أراهن أنك ستعلن انضمامك إلى الوفد! فضحك ضحكة كادت تزلزله من مكانه، ثم مضى يقول:
وذكَّرني عهد الصبا في نشيدهِ ... سلامٌ على عهد الصبا في ربُا نجد
هواه على أجراف دجلة وافدٌ ... وأما هوى قلبي فللنيل و (الوفد)
فصاح الأعضاء: صحت فراسة الدكتور مبارك في (الوفد) فهل تصح في (أم كلثوم)؟ فمضى الشاعر في النشيد:
فلا تحسبوه شارد اللب وحده ... ولا تحسبوني سادراً في الهوى وحدي
صريعَ الغواني، لا تُلمني فإنني ... صريع أغاني أم كلثومَ لا دعد
سلام على تلك الأغاريد إنها ... أغاريد من وحي الصبابة والوجد
أما بعد فهذا حديث أبي كلثوم الوفدي، أعزه الحب ورضيت عنه العروبة المصرية والعراقية، فأن كنت فضحت هواه فلا يلمني (فإني في الهوى وفدي) وربما صرحت فقلت إني شيوعي في الحب: فلي صبابات تغرب فتصل إلى باريس ولو أحق باريس، وتشرق فتصل إلى بغداد ولواحق بغداد من حواضر العراق، وهل تركتني دمشق وبيروت بلا عقابيل؟
إن حالي لعجيبٌ ... ما يُرَى أعجبُ منهُ
كلُّ أرض لِيَ فيها ... غائبٌ أسأل عنهُ
زكي مبارك