خشي عاقبة الهجوم على الأستاذ عبد المسيح فاقترح ترك التعقيب، ثم قال أن عنده موعداً وانصرف
واستؤنفت الجلسة برياسة الدكتور الجمالي فقلت: إن معالي الرئيس أغلق باب التعقيب لأنه مشغول، وهو قد انصرف، فأنا أطلب الكلمة من جديد، ثم قلت: إن الغرض هو إلقاء محاضرة، لا قراءة قصة، فكيف جاز للأستاذ عبد المسيح وزير أن يحبسنا ساعة لنشهد طريقته في التلاوة؟ فقال الدكتور عقراوي: الأصل أن يلقى العضو محاضرة، ولكن ما الذي يمنع من أن يقرأ شيئاً من آثاره الأدبية؟ إن الأدب. هو الأصل والتعليق عليه هو الفرع، فالقصة كالقصيدة لون من الأدب الصرف
وقال الدكتور الجمالي: فليكن هذا تقليداً جديداً من تقاليد نادي القلم العراقي، ومن حق الشعراء من أعضاء نادي القلم أن ينشدوا بعض قصائدهم في الجلسة المقبلة، وستكون فرصة نسمع فيها صوت الدكتور زكي مبارك، فقد سمعت أنه شاعر، وله ديوان
فقال الدكتور عقراوي: ولا يشترط أن يكون الشعر جديداً، فالدكتور مبارك شاعر مقل، وعليه واجبات في دار المعلمين العالية قد تعوقه عن نظم قصيد جديد
وبهذا المحاورة نجا الأستاذ عبد المسيح من لساني، وما كاد ينجو، مع أنه أبو إيناس
أنا شاعر مقل؟
هذا صحيح، ولكن كيف ألقي نادى القلم العراقي بقصيد نظمته منذ سنين؟ وكيف أضيع الفرصة فلا أقرع أسماع بغداد بقصيد جديد؟ ومضيت وأنا أحاور شيطاني فنظمت قصيداً (في أحد عشر ومائة بيت) عنوانه:
(من جحيم الظلم في القاهرة إلى سعير الوجد في بغداد) وأنشدته في الأسبوع التالي بالرستمية. فقال معالي الأستاذ محمد رضا الشبيبي: كيف استجزت يا دكتور قتل هذه الشاعرية؟ فقلت: قتلها التأليف، وهو يشغل الفكر عن الغناء وصاح الأستاذ رفائيل بطي: أين الشاعر الذي يجيب الدكتور مبارك؟
فقال الدكتور الجمالي: سيجيبه الأستاذ باقر الشبيبي حين نجتمع في منزله بالزوية في الأسبوع المقبل، إن شاءت الشياطين!
واجتمعنا بالزوية في مساء مقتول النسيم ودجلة تصغي إلينا في تودد وترفق، والإخوان