للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النفوس التي لم يقبلها الخالق في جنته. . . . وتحتها بقليل ترين (المشط) أو (الملوك الثلاثة) (الجوزاء) التي نستعين بها على معرفة الوقت. فيكفي أن القي عليها نظرة واحدة لأتأكد أن نصف الليل قد انقضى. وعلى مسافة منها للجنوب يلمع (جان دي ميلان) سراج الكواكب كلها (الشعري اليمانية) واليك الحكاية التي يرويها الرعاة عنها:

في ذات ليلة دعيت الشعري اليمانية و (الملوك الثلاثة) والثريا إلى حفلة زواج إحدى صديقاتها النجوم. فتقدمت الثريا رفيقتيها وانطلقت حتى استقرت في أعالي طبقات الجو كما ترينها؛ ولحق بها (الملوك الثلاثة) بطريق أدنى؛ أما الكسول (جان دي ميلان) فقد أخره نومه عن اللحاق بها، فاغتاظ ورماها بعصاه ليقفها في مكانها. ولهذا يطلقون أحيانا اسم (جان دي ميلان) على (الملوك الثلاثة).

ولكن اجمل النجوم وأكبرها قدرا (نجمة الراعي) التي تنير لنا الطريق في الفجر عندما نخرج بالماشية إلى المرعى، وفي المساء عندما نعود بها إلى الحظيرة. ونسميها أيضا (ماغلون) وهي الجميلة التي تمشي دائما إثر (بير دي بروفانس) (زحل) لتتزوج به كل سبع سنوات مرة واحدة.

- ماذا تقول! وهل من زواج عند النجوم؟

- نعم أيتها الآنسة.

ولما أخذت اشرح لها محور هذا الزواج أحسست بشيء ناعم يثقل على كتفي في لطف ورقة؛ فنظرت فإذا برأسها الناعس متكئا علي، وإذا بشرائطه الحريرية وتخاريمه اللطيفة وشعره المجعد يحتك بي إلى أن بدأت الكواكب تصفر في سمائها، وأخذ ضوء الفجر ينبثق في الأفق البعيد ليمحو أثرها. أما أنا فكنت أتأمل الفتاة النائمة بشيء من الحزن الخفيف. لا أفكر في هدأة الليل وصفائه إلا بكل ما هو جميل وشريف. وعلى جوانبنا تتابع النجوم سيرها ببطء وسكوت كأنها قطيع من الغنم. وبين الفينة والفينة كنت أشعر أن ألطف وأجمل نجمة كانت قد أظلت الطريق فهبطت إلى كتفي فنامت عليه بهدوء. . . .

كيفون (لبنان). محمد كزما

<<  <  ج:
ص:  >  >>