جنفييف - نعم. أحد الناس يسير نحونا. . . آه! انه بلياس. .
ما يزال التعب باديا في أسارير وجهه وفي خطواته المتثاقلة. . . لقد انتظركما طويلا.
مليزاند - إنه لم يرنا.
جنفييف - أعتقد أنه رآنا، ولكنه لا يعرف ما يجب عليه عمله، بلياس، بلياس، أهذا أنت؟
بلياس - نعم. إني آت من شاطئ البحر.
جنفييف - ونحن أيضا كنا نبحث عن مكان ينعم بشيء من النور، ولكننا لم نجد مكانا أقل ظلمة من هنا. كنا نرجو أن نجد البحر منيرا فألفيناه قاتماً مكفهرا. . .
بلياس - ستهب الليلة عاصفة كما هبت من قبلها عواصف في الليالي القليلة الماضية. . . ومع ذلك أرى الجو هادئا في هذا المساء، والسماء مصحية والبحر ساكنا لا تعروه رعدة ولا تعلوه موجة، قد يركب البحر الليلة إنسان وهو مطمئن الخاطر مثلوج الفؤاد، حتى إذا بعد عن الشاطئ، دهمته العاصفة، وحطمت السفينة، وابتلعه اليم في جوفه. . .
مليزاند - أرى شيئا يخرج من المرفأ.
بلياس - لا بد ان يكون هذا الشيء سفينة كبيرة. . . الأنوار عالية، وسنرى السفينة بعد قليل حينما تبلغ الموضع الذي فيه أشعة الضوء.
جنفييف - قد يحجبها عن عيوننا الضباب الراقد على سطح البحر فلا نراها.
بلياس - كأني بالضباب يعلو في دءوب وبطء. . .
مليزاند - نعم. . . أرى الآن على البعد نورا ضئيلا لم أره قبل ذلك.
بلياس - هذا هو ضوء منارة. .، توجد منارة أخرى لم نرها بعد.
مليزاند - بلغت السفينة الحيز المضيء. . . إنها الآن بعيدة عن الشاطئ.
بلياس - إنها تبتعد مسرعة وقد نشرت كل شراعها.
مليزاند - وهي التي جازت بي إلى المرفأ. . . إن لها شراعا كبيرا أعرفه حق المعرفة.
بلياس - سيباغتها الليلة هياج البحر!
مليزاند - ولماذا أقلعت في هذا المساء؟. . . اختفت عن الأبصار أو كادت. قد تحل بها كارثة في وحشة الظلام!
بلياس - الليل يبسط على الكون ظلمته في سرعة غريبة (سكوت)