جنفييف - حان الوقت لدخول القصر. بلياس، دل مليزاند على الطريق. إني ذاهبة لأرى (اينيولد) الصغير وامكث بجانبه بعض لحظات (تخرج)
بلياس - لم أعد أرى شيئا على سطح البحر.
مليزاند - أرى أنوارا أخرى. . .
بلياس - إنها المنائر الأخرى. . . أتسمعين صوتا يأتينا من البحر؟ إنه زفيف الرياح وقد مسحت عن عينيها فتور الكرى. . . هاتي يدك. . . الطريق من هنا.
مليزاند - انظر. . . انظر. . . في يدي أزهار كثيرة!
بلياس - اعتمدي على ذراعي. . . ان الطريق كثيرة الالتواء شديدة الانحدار، والظلام حالك متكاثف. . . في نيتي الرحيل غدا.
مليزاند - أوه! لماذا تنوي الرحيل؟ (يخرجان)
الفصل الثاني
المنظر الأول
(عين ماء في الحديقة. يدخل بلياس ومليزاند)
بلياس - تجهلين دون ريب هذا المكان الذي قدتك إليه. . . إني افزع إليه في كثير من الأوقات فرارا من شدة القيظ. . . الحر خانق اليوم، حتى تحت ظل الشجر!
مليزاند - أوه! الماء صاف!
بلياس - وهو بارد منعش كعهدي به أيام الشتاء. . . هذه عين ماء عتيقة أهملت منذ زمن بعيد، وأظنها كانت تأتي بالمعجزات. . . كانت تشفي الأعمى ولذلك ما يزال الناس يطلقون عليها (عين العمى)
مليزاند - ولم تعد تنتج هذا الأثر؟
بلياس - من يوم أن ضعف بصر الملك وشارف العمى لم يعد يتردد على العين أحد.
مليزاند - ما أثقل الوحدة على صدر الإنسان في هذا المكان! إني لا أسمع فيه حسا ولا ركزا!
بلياس - السكون التام الغريب يألف هذا المكان في كل حين ويستطيب صحبته في كل آن. . . انظري إلى الماء، انه في سبات عميق. . . اجلسي إذا شئت على هذا المرمر الذي