بني أمية والدفاع عن حقهم في الخلافة ومناوأة (آل البيت) الذين خاصمهم الأمويون على الخلافة منذ صدر الإسلام
والسبب الذي جعل الجبال القريبة من الموصل مركزاً لهذه الطائفة هو: أن الموصل كانت مدينة أموية منذ الحكم الأموي. واهتم بها الأمويون اهتماماً كبيراً، فوسعوها وسكنها جالية منهم وكانوا كثيراً ما يولون عليها أميراً من البيت الأموي. وممن تولاها:(سعيد بن عبد الملك، والحر بن يوسف، ومروان بن محمد) كما سكنها الخليفة (هشام) قبل أن يلي الخلافة وبنى له قصراً فخماً في ربضها الأسفل وغرس بها النخيل والبساتين. (والحر) صاحب (قصر المنقوشة) كان يملك القرى المجاورة لجبل (مقلوب) وهو أحد مراكز اليزيدية اليوم. وأن (إبراهيم الإمام) منظم الدعوة العباسية كان يعرف حب أهل الموصل للأمويين ولذلك أوصى (أبا مسلم الخراساني) ألا يعتمد عليهم. وذكر (أبو زكريا الأزدي) مؤرخ الموصل وقاضيها في القرن الرابع الهجري أن الموصل بقيت أموية في الحكم العباسي، ولهذا فتك بها العباسيون وقتلوا من أهلها ثلاثين ألف رجل سنة ١٣٣هـ. وبعد سقوط الدولة الأموية فر كثير من الأمويين ومواليهم إلى الجبال المجاورة للموصل، ومن هذه الجبال جبلاً (مقلوب، ولالش) أو (الهكارية) وأثروا على الأكراد الساكنين في هذه الأماكن وجعلوهم يميلون إلى بني أمية. ومما زاد في تأييد هذه الطائفة أن الموصل والجزيرة كانتا من مراكز الخوارج (الحرورية) وهم يحاربون كل حاكم، واستمرت حركتهم إلى القرن الثالث الهجري. وكانوا كلما ضاقت عليهم الأرض لجأوا إلى الجبال المجاورة. ولا شك أنهم كانوا يلاقون ارتياحاً من الحزب الأموي الساكن في هذه الجبال، ونشروا مذهب الخوارج بين الأكراد، كما أنه تأسست (الدولة الحمدانية) في القرن الثالث الهجري في الموصل. وكان أمراؤها يميلون إلى آل البيت وحاولوا نشر المذهب الشيعي في الموصل فلقي قبولاً عند بعض وإعراضاً من الآخرين. وحدثت ثورات في الموصل بسبب ذلك كانت بلا شك من تأثير الحزب الأموي. ثم جاءت بعدها الدولة العقيلية، وكان أمراؤها متعصبين للمذهب الشيعي، ولاقت مقاومة كذلك في الموصل. كل هذه الأمور كانت تجعل العداوة مستمرة بين الحزبين العلوي والأموي، واستمرت هذه العداوة في تزايد حتى القرن السادس الهجري ومجيء الشيخ عدي إليهم , فتحولت دعوتهم إلى طريق صوفية عدوية