للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونتجاوز هذا إلى صميم الكتاب، فنقف مع الأستاذ في تلك المقدمة التي دبجها في التعريف بمؤلف الكتاب، فنجده قد جاء بأشياء ذكرها المقري نفسه في المقدمة التي كتبها عن سفراته ورحلاته، والباعث له على تأليف الكتاب. ومن العجيب أن يقول الأستاذ وهو يسرد مؤلفات المقري: ومن مؤلفاته الشائقة عرف الطيب في أخبار ابن الخطيب، ثم يقول في الهامش: ذكر في كشف الظنون أنه سماه بعد ذلك نفح الطيب، وهذا لف لا حاجة إليه، فإن المؤلف قد شرح مسألة التسمية في المقدمة فقال: (وقد كنت أولاً سميته بعرف الطيب في التعريف بالوزير ابن الخطيب، ثم وسمته حين ألحقت به أخبار الأندلس بنفح الطيب. . .) فكان سبيل الكلام أن يقول الأستاذ: ومن مؤلفاته نفح الطيب. . . ولا يثبت اسماً قد ألغاه صاحبه، ولا ينتدب كشف الظنون لمهمة قد أداها المؤلف عن نفسه؛ على أنه بعد ذلك قد ذكر الاسم الأول محرفاً كما يتبين ذلك من مقابلته بعبارة المؤلف.

وفي (ص٥٢) قال المقري من قصيدة طويلة:

أين الذي الهرمان من ... بنيانه الحاكي اعتزامه

فعلق عليه الشارح بقوله: كشف من الأهرام حتى الآن أربعة!! إلا أن شعراء الماضي يذكرون الهرمين: هرم خوفو وهرم خفرع، ثم استشهد لذلك بقول أبي الطيب:

أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومه ما يومه ما المصرع!

نقول: وشعراء الماضي يذكرون الأهرام بلفظ الجمع وهو كثير في أشعارهم، ومن ذلك قول ابن جبارة:

لله أي غريبة وعجيبة ... في صنعة الأهرام للألباب

أخفت عن الأسماع قصة أهلها ... ونضت عن الإبداع كل نقاب

وفي (ص ٦١) قال المقري: (وقد زمت للرحيل القلص الرواسم) فقال الشارح: الرواسم هي الإبل السائر رسيما قال الشاعر:

متى تقول القلص الرواسما ... يدنين أم قاسم وقاسما

وهذا تفسير ناقص فكان عليه أن يبين مرتبة هذا الرسيم من السير، أهو إلى السرعة أم إلى الريث، وإنما نبهنا على هذه لأن أمثالها في الكتاب كثير. ألا تراه يعلق على كلمة - نيسان - بالشرح فيقول. هو شهر رومي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>