للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي (ص ٧٩) قرأت قول القائل:

رحلنا فشرقنا وراحوا فغربوا ... ففاضت لروعات الفراق عيون

وقد رأيت كلمة فشرفنا بالفاء، ولعل من الواضح أنها بالقاف لتكون في مقابلة (فغربوا) وأحسب هذا الخطأ من تحريف الطابع.

وفي (ص ٩٨) قال المقري: (فكم جبنا من مهامه فيحا، ومسحنا بالخطأ منها أثيراً وصفيحاً. . .) فقال الأستاذ الشارح: الأثير عند الأقدمين الفلك التاسع، فهو على تشبيه المهامه بالفلك في اتساعه، أو الأثير من أثر السيف وهو فرنده ورونقه وديباجته ولعل هذا أنسب. نقول: أما المعنى على التفسير الأول فخطأ لا يصح، وأما التفسير الثاني ففيه نظر؛ تقول اللغة: أثر السيف بوزن الأمر فرنده؛ وتقول اللغة أيضاً: الصفيح العريض من كل شيء، فالمقري يريد أن يقول: إننا جبنا هذه المهامه وسرنا بالعريض منها والدقيق. ومن هنا ترى أن صحة العبارة (ومسحنا بالخطأ منها أثراً وصفيحاً. . .)

وفي (ص ١٣٩) قال المقري وهو يتكلم عن دمشق: (وهي المدينة المعمورة البقاع، بالفضل والرباع) فلم يطمئن الشارح لكلمة الرباع بالباء الموحدة، وقال: لعلها الرياع بالياء المثناة أي الريع والنماء والزيادة. نقول. واللغة لا تقول الرياع وإنما تقول الريع، ثم لاشك أنها الرباع بالباء الموحدة جمع ربع بمعنى القوم كما هو إطلاقهم على الحجاز، فكأن المقري يريد أن يقول: إنها عامرة بالفضل وبالأقوام، وهو كما يقولون في التعبير الحديث (آهلة بالسكان).

وفي (ص ١٥٢) قول القائل في وصف دمشق أيضاً:

إن تكن الجنة الخلود بأرض ... فدمشق لا يكون سواها (؟)

أو تكن في السماء فهي عليها ... قد (أمدت) هواءها وهواها

فقال الشارح: لعلها أمرت!! نقول ومعنى أمرت أذهبت ولا يصح المعنى على هذا الحدس، فهي أمدت كما في الأصل لأن الشاعر يريد أن يقول: إن تكن الجنة بالأرض فهي دمشق، وإن كانت بالسماء فموضعها فوق دمشق وإنها أمدتها بهوائها وهواها. . .

وفي (ص ١٦٢) قال الشاعر:

رونق كالحباب يعلو على الما ... ء ولكن تحت الحباب الحباب

<<  <  ج:
ص:  >  >>