عن إمعانها في التزوير والطعن على قادة الأدب العربي في القطر المصري الشقيق. ولما رأيت الأستاذ أبا شبكة يعلق على مقالك في صحيفة (الجمهور) أبديت استغرابي بمقال نشرته (صوت الأحرار) ومما قلت فيه: (ومن الغريب أن يستخذى الأستاذ عنان فيبعث للمكشوف بعتاب لطيف ومقال عتيق عرض فيه لوجوه الضعف في الحركة الأدبية المصرية، ترضية لجريدة عرفت غايتها في شن الغارة على أدب إخواننا المصريين، وكان ينبغي أن يربأ بقلمه عن الخوض في هذا المجال حرصاً على كرامته)
أما وقد أعلنت مرتين استنكارك لتزوير صاحب (المكشوف) وإقامتك الدعوى الجزائية عليه - وأنت المحامي - فإني أعتذر إليك عما كتبت بنية خالصة. ولا ريب أن الصحافة اللبنانية تستنكر مثلك هذا التحرش، فتنصح صاحب (المكشوف) بالإقلاع عن خطته الشائنة، أو تدعو كل عربي لمقاطعة صحيفته القاذفة، إن الباطل كان زهوقا
(دمشق)
وداد سكاكيني محاسني
إلى الأستاذ علي الطنطاوي
تعقيب على بعض ما جاء في رسالته إلى أخيه بباريس
عفا الله عنك أيها الأخ الكريم
أيجدر بك - وأنت المنتصر للشرق الغيور على الإسلام - أن تجعل من بلد شرقي مسلم مضرباً لأمثال السوء؟ لئن كان عيب السودان لونهم الأسمر أو بشرتهم القاتمة، فإن خلف تلك السمرة وذلك القتام قلوباً عامرة بالإيمان، ونفوساً أبيّة تَعِفُّ عن مواطن المسكنة وتربأ عن الهوان، وعقولاً على نزر ما تلقى من الثقافة - بحكم مركز السودان السياسي - جبارة دائبة التفكير فيما يعلي شأن بلادها، لا تخلد إلى الراحة ولا تستمرئ الخمول
سل مصر الشقيقة تنبئك عنا وتصل أسباب التعارف بينك وبين أخيك النائي، فقد حان الوقت الذي يجب أن يعرف فيه بعضنا بعضاً حتى نعمل يداً واحدة فننهض برسالة الشرق والإسلام. وإن تذرع الأخ بأنه إلى غير سوداننا قصد فلا ينس أن كلمة (السودان) شاملة وأنه لابد أن يلحقنا كِفْلٌ من المسبة