مطبوعاً بعناية بعض المستشرقين وقد نشر هذا الجزء بأقسامه الثلاثة عن مخطوط وحيد تحتفظ به مكتبة (بودليان) الإنكليزية؛ وتبدو نفاسته وأهميته متى علمنا أن مؤلفه أبو مروان ابن حيان هو أعظم مؤرخي الأندلس المسلمة؛ وهو جزء من تاريخه الشهير المسمى (المقتبس في تاريخ الأندلس) وفيه يستعرض تاريخ الأندلس منذ الفتح إلى أوائل الطوائف، ويعنى عناية خاصة بترجمة العلماء، ويتعلق الجزء المنشور بعهد الأمير عبد الله الأموي (٢٧٥ - ٣٠٠هـ) وهو عصر من اخطر عصور الدولة الأموية، وفيه كانت ثورات الأندلس الشهيرة ومنها ثورة ابن حفصون أعظم ثوار الأندلس؛ هذا ويظن بعض العلماء المطلعين أن كتاب (المقتبس) بأكمله لم يفقد نهائياً، وأنه ربما وجدت منه نسخة في بعض مجموعات المغرب؛ خصوصاً وأنه كان حتى القرن الحادي عشر الهجري مرجعاً للكتاب المتأخرين ومنهم المقري
مقدمة ابن خلدون بالفرنسية
منذ نحو قرن وضع المستشرق الفرنسي البارون دي سلان ترجمة فرنسية لمقدمة ابن خلدون، صدرها بترجمة لحياته مشتقة مما كتبه ابن خلدون نفسه عن حياته في (التعريف) وقد لبثت هذه الترجمة عمدة المستشرقين حتى يومنا؛ وقد فكر لفيفهم في إعادة طبع هذه الترجمة وتنقيحها وإخراجها في ثوب جديد؛ وبالفعل صدرت أخيراً طبعة جديدة لترجمة دي سلان تفضل الترجمة القديمة بكثير، وهي كالقديمة في ثلاث مجلدات كبيرة، منقحة مهمشة ذات فهارس جديدة