كما لا يزال يخيل إلى أصحابي - أن نقل حياة الغرب العقلية والروحية سبيلنا إلى النهوض، وما أزال أشارك أصحابي في أنا ما نزال في حاجة إلى أن ننقل من حياة الغرب العقلية كل ما نستطيع نقله، لكني أصبحت أخالفهم في أمر الحياة الروحية، وأرى أن ما في الغرب منها غير صالح لأن ننقله، لأن تاريخنا الروحي غير تاريخ الغرب، وثقافتنا الروحية غير ثقافته) وبعد أن يكشف عن وجه الفرق في ذلك يدل على اللون الصالح للشرق من الحياة الروحية، وهو في كلامه يتحدث عن خبرة وتجربة فيقول: وقد حاولت أن أنقل لأبناء لغتي ثقافة الغرب المعنوية والروحية لنتخذهما هدى ونبراساً، لكنني أدركت بعد لأي أنني أضع البذر في غير منبته، ورأيت أن تاريخنا الإسلامي هو وحده البذر الذي ينبت ويثمر، ففيه حياة تحرك النفوس وتجعلها تهتز وتربو، ولأبناء الشرق في هذا الجيل نفوس قوية خصبة تنمو فيها الفكرة الصالحة لتؤتي ثمرها بعد حين
وهذا كلام أصاب فيه هيكل شاكلة الصواب، وشرحه شرحاً وافياً كافياً في منزل الوحي، فجاء كتابه صفحة روحية مشرقة، وفكرة صالحة يجب أن يطالعها أبناء الشرق لتنمو في نفوسهم، فتؤتى ثمرها الطيب