والفلم على وجع عام فقير من ناحية التمثيل إذا استثنينا شخصية رضوان باشا التي مثلها عبد الوارث عسر، ولولا اضطراب شخصية مجاهد بك (أستاذ العلوم) لأعتبر أمين وهبه من المجيدين، ولم يكن عبد القدوس في أحسن حالاته
ولقد حاول عبد الوهاب كثيراً ولكنه لا يزال في حاجة إلى محاولات أخرى ليبدو ممثلاً، ولم يكن مستحسناً ظهوره تارة بالنظارة وأخرى بدونها. وما يقال عن عبد الوهاب من التمثيل يمكن قوله عن ليلى مراد، ولو أن هذا أول أفلامها. وتمتاز ليلى بوجه حسن وعود رشيق يصلحان للشاشة، وصوتها كذلك لا شك في جماله.
وأصلح ألحان الفلم كانت في الموسيقى المصاحبة للشريط وهي من وضع عزيز صادق
أما أغاني الفلم فإذا استثنينا أغنية (يا وابور قولي رايح على فين) وأغنية أخرى على الأكثر، فإن الأغاني الباقية غير مناسبة لطبيعة الفيلم، وقد ماثلتها الألحان كذلك فكانت مليئة باللوعة والتأسي والتفجع
والتصوير في (يحيا الحب) جميل أحياناً، وأحياناً أخرى على النقيض
وما نرجوه لأفلام عبد الوهاب هو أن نحس بتطورها من حسن إلى أحسن وقد أصبحت شركة قديمة غنية جديرة بالاهتمام والمحاسبة
جاري كوبر في نيويورك
لشركة كولومبيا من أحسن أفلام الموسم الماضي، وقد نال عنه مخرجه فرانك كابرا الجائزة الذهبية من أكاديمية الصور والفنون؛ وكانت جمهرة النقاد لا تشك في أن جائزة التمثيل من حق جاري كوبر لدوره في هذا الفيلم لو لم تذهب إلى بول ميوني في (حياة لويس باستير)، ولا يفضل عمل المخرج أو الممثل في هذا الفيلم عمل كاتبه الفذ روبرت ريسكين فالفيلم متعدد نواحي العظمة؛ ولذلك كان استديو مصر موفقاً في اختياره لعمل (دوبلاج) ينطقه بالعربية
وهذه فكرة طريفة قد تلاقي نجاحاً من الناحية المادية وخاصة وهي بداءتها، ولكني أحسب أن التقدير يختلف من الناحية الفنية، وخاصة إذا كان الفيلم قريباً من درجة الكمال كالذي نحن بصدده؛ فلو أن النقاد الذين حكموا له بالتفوق شهدوه كما يعرض الآن لتغير حتما