العثار. . . ماضينا نحن الشيوخ هما فائدة أبحاثنا وأغلاطنا إذا سار الشباب في الطريق نفسه من أوله مرة ثانية؟ بهذا الطريق لا يمكن أن نتقدم أبدا. لقد كابدنا أغلاطنا لأننا لم نجد طريقاً واضح لمعالم نسير فيه؛ لكن ذلك الذي يأتي أخيرا ليس في حاجة لان يبحث ويدل. بل يجب أن يتبع تعليمات الشيوخ كي يسير في طريق السوي من المبدأ. ولا يكفي مطلقا أن تخطو خطوات قد تؤدي إلى غاية يوماً ما، بل يجب أن تجعل كل خطوة غاية في حد ذاتها).
(تأمل هذه الكلمات وتبصر كيف يعمل بها. أنوار لست قلقاً عليك، ولكن نصائحي ستساعدك على إنهاء مرحلة لا تلاءم مركزك الحالي. فإذا ما عالجت الموضوعات الصغيرة، وأدب ما كتبت ما يعرضه عليك (الحاضر) يوماً بعد يوم فستستنتج جيداً. وكل يوم سيجلب لك سعادة جديدة. ابعث بما تكتبه إلى المجلات ولكن لا ترضى أبدا بكتابة ما يفرضه عليك الآخرين اتبع وحي نفسك دائماً).
(إن في الدنيا من العظمة والفن والحياة والتنوع بحيث لا يمكنك أن تفقد روائع الشعر؛ ولكن الشعر يجب أن يكون له بواعث. . . أعني أن الحقيقة يجب أن تمد الشاعر بالدوافع والمادة. أن الحادثة المعينة تصبح حادثة عالمية وشعرية. إذا ما تناولها الشاعر. كل قصائدي لها بواعث، وقد دعت أليها الحياة الحقيقية، ولها في ذلك أسس ثابتة. أنا لا أعير أي اهتمام للشعر الذي ينتزع من الهواء).
(إن أحداً لم يقول إن الحقيقة تنقصها روح الشعر، وهنا يفلت الشاعر مقدرته بتمكنه من فن تناول موضوع العادي من وجه نظر خاصة بحيث يصبح مهمّاً. الحقيقة يجب أن تمد الشاعر بالدافع إلى الموضوعات التي يود التعبير عنها. النواة ووظيفة الشاعر هي أن يخلق من هذه المواد وحدة جميلة حية. هل تعرف (فرنستيل)؟ انه يدعى شاعر الطبيعة. لقد كتب ارق ما يمكن من القصيد عن زراعة حشيشة الدينار. لقد اقترحت عليه أن يؤلف أواني على السنة أرباب المهن المختلفة، خصوصاً النساج. وإني لواثق من انه سيجيد، لأنه عاش بين هؤلاء منذ صباه. ولذا كان سيد مادته. تلك هي ميزة الموضوعات الصغيرة. كل ما عليك أن تختار ما تعرفه جيداً. ولكن هذا لا يتأتى في الموضوعات الصغيرة، في هذه الحالة لا يمكنك أن تتفادى أي جزء. وكل ما يتعلق بتوحيد مادة الموضوع وما يدخل ضمن