عناصره يجب أن يصور بدقة. . . وفي زمن الصبا ينظر الشباب إلى الأشياء من ناحية واحدة؛ والموضوع الكبير يتطلب إمكان النظر من نواحي عدة. . . من هنا الفشل!)
وأخبرت جوته أني كنت أفكر في كتابة قصيدة طويلة عن الفصول اضمنها الكلام عن أعمال وملاهي الطبقات كلها فقال:(هذا في قلب الموضوع. قد توفق في بعض الأجزاء، ولكن قد تخفق في البعض الآخر عندما تكتب عما لم تبحثه أو تخبره جيداً، وقد تكتب عن (السماك) جيدا، ولكن قد يخونك الحظ في الكتابة عن (الصياد). وإذا أخفقت في أي جزء فالنتيجة هي الفشل مهما أجدت في بعض الأجزاء. وبدا تكون قد أنتجت إنتاجا مبتوراً. اكتب كل جزء على حدة واقتصر على ما تعرفه. ومن المؤكد انك ستنتج ما يرضي. وأحذرك خاصة من (الابتكارات) لأنه قد ترمي إلى التعبير عن فكرة خاصة عن العالم، والشباب قلما يكون من النضج بحيث يوفق في هذا. فضلا عن أن الشخصيات والآراء التي يضمنها ابتكاراته تنفصل عن عقل الشاعر وتحرمه من (الامتلاء) اللازم لكتاباته المستقبلة. وأخيراً، كم من الزمن يفقدني الابتكار والترتيب والتركيب. هذا ما لا يمدحنا أحد عليه، حتى ولو كتبتا بنجاح. ولكن في حالة ما يعطي الشاعر المادة تكون الأمور احسن واسهل. فإذا ما مد الشاعر بالشخصيات والحقائق يكون عمله أن ينفخ الروح فيها فقط، فيحتفظ بامتلائه ولا يفقد كثيراً من الزمن والمجهود. إني أنصح دائما باختيار الموضوعات التي طرقت قبلاً. فكم من (أفيجينيا) كتبت ولكن كلهن مختلفات. كل شاعر يتناول القصة حسب طريقته. عليك أن تترك التفكير في الموضوعات الكبيرة الآن. لقد آن لك أن تعيش ذلك الطور البهج من الحياة، ولأجل أن تصل إلى هذا فعالج الموضوعات الصغيرة. . .)
. . . وكنا نسير في الغرفة جيئة وذهوبا ولم يسعني إلا التسليم شاعرا بصواب كل كلمة. ومع كل خطوة كنت أحس نفسي أسعد وانشط. ويجب أن اعترف أن الخطط الكبيرة واللاتي لم يمكني أن اخلص إلى فكرة واضحة بصددها لم تكن بالعبء الهين عليّ.
إني لأشعر أن كلمات جوته زادتني حكمة سنوات، وعرفت ما في مقابلة الأستاذ الحق من التوفيق والخير.