وتعليل وتحليل كل حركة وكل شاذة عن القاعدة. وكانت حصة القواعد أقرب إلى حصة إثبات وتعليل وبحث وتطبيق منها إلى حصة دروس نحوية جافة.
إن ضعف الطلبة في اللغة العربية لم ينتج عن عيب في اللغة أو تعقيدها، بل ليسمح لي حضرات علماء اللغة أن أصرح أنه ناتج عن فساد طريقة التعليم، وأن مدرسي اللغة أحق بالعناية والتيسير من اللغة. ولله در من قال:
نعيب زماننا والعيب فينا. . .
وإنني واثقة أنه لو وجه حضرات المشتغلين بالتيسير اهتمامهم إلى مدرسي اللغة في كل المدارس وحاولوا أن تكون طريقة إلقاء الدروس النحوية والتطبيق على أسلوب التحليل والتعليل بسهولة وسلاسة لزال كل ما يشكو منه الطلبة من صعوبات وسلمت اللغة من خطى عملية التيسير.
وخير لنا ألا نستعمل السرعة الأمريكية في تغيير قواعد اللغة والإعراب، فإن هذا عمل أخطر من أن يتم في هذه المدة الوجيزة وبهذه السرعة.
فنحن مسئولون أمام العالم الشرقي كله عن كل حرف يحذف أو يضاف إلى اللغة، وعن كل تغيير في كتب القواعد التي تثبت أجيالاً مضت ولم نثبت بعد خطأها ولم نأت بأحسن منها.