للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن وأخواتها دائماً منصوب - إذ نقول إنه مبتدأ منصوب وقد حفظ التلميذ أن لفظة (مبتدأ) لا يليها إلا كلمة (مرفوع) ولفظة (اسم إن) لا يليها إلا كلمة (منصوب)؟!

وليسمح لي سيدي الأستاذ الفاضل أن أقول إنه أسرف في اختصار الإعراب إلى درجة التشويه والتعقيد. فإن هذا الاختصار لا ييسر الإعراب بل يزيد في اضطراب التلميذ وتعقيد المعنى عليه. ففي اختصار إعراب (إن) وحذف ذكر عملها ينسى التلميذ أن الاسم الذي يليها يجب أن يكون منصوباً. ولا بد أن يستفيد التلميذ من تكرار ذكر هذه القواعد أثناء الإعراب فترسخ في ذهنه. وفي الإعادة إفادة.

ثم ما رأي الأستاذ في الضمائر؟ هل من رأيه أن نحذف لفظة (ضمير) من اللغة؟ فما باله يختصر إعراب الياء في (قلبي)؟ فهل يرهق التلميذ أن يقول ياء المتكلم ضمير متصل - لأن في اللغة ضمائر منفصلة - مبني على السكون - لأن كل الضمائر مبنية - في محل. . . فيطبق ما حفظ من قواعد على الإعراب.

أما (الظاعنين) فيجب على التلميذ أن يذكر أن علامة الجر هي الياء لأنه جمع مذكر سالم، إذ من الضروري تعليل كل حركة كي يطبق القاعدة على الإعراب وتثبت في ذهنه. أما إن اقتصر على أن (الظاعنين) مجرور بالياء فربما استغلق عليه المعنى وظن أن كل ياء علامة جر. وليس بمستبعد أن يظن أن ياء (غَنِيّ) علامة جر. وأذكر مرة إعراب تلميذ كلمة (لسان) إذ قال اللام حرف جر وسان مجرور باللام!

ويترك الأستاذ النون معلقة في الهواء. فكيف تنتظر أن يعرف التلميذ شيئاً عنها؟ ثم نشكو اللغة وصعوبتها ونعيب ما بها من تعقيد.

وأخشى أن تضيق صفحات الرسالة عن التحدث عن باقي التطبيق. وأكتفي بذكر فعل (ساد) في التطبيق الثاني للأستاذ (أزهري) إذ يقول إنه فعل ماض منصوب. والفعل الماضي دائماً مبني ولفظة منصوب لا تطلق إلا على المعرب من الأفعال وغيرها. فما هو الضرر من القول إنه فعل ماض مبني على الفتح؟

فإن كان قصد حضرات علماء اللغة من تيسير القواعد والإعراب هو اختصار الإعراب فإني أرى هذا الاختصار يزيد في ارتباك التلميذ. وأؤكد هذا بعد تجارب عدة قمت بها في تدريس القواعد والإعراب سنين عدة. ولقد نجحت في تدريس القواعد والإعراب بالتطويل

<<  <  ج:
ص:  >  >>